حظر استعمال أحد عناصر المشروبات الغازية

02 : 00

في شهر تشرين الثاني، اقترحت «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية إلغاء تسجيل زيت مُعدّل معروف باسم «الزيت النباتي البروميني»، بعدما أصبحت متابعة استعماله عملية شائكة بسبب دراسات جديدة عن خصائصه السامة.

يُستعمل الزيت النباتي البروميني على شكل مستحلب منذ الثلاثينات كي لا تطفو العناصر التي تحمل نكهة الحمضيات في أعلى المشروبات الغازية. يؤدي إلصاق 12 ذرة بروم بالشحوم الثلاثية إلى إنتاج زيت كثيف يطفو في أنحاء المياه عند خلطها مع دهون أقل كثافة. لكن لا تقف آثار الزيت النباتي البروميني عند هذا الحد. ألمحت دراسات حيوانية عدة إلى احتمال أن يتراكم هذا العنصر ببطء في الأنسجة الدهنية. ونظراً إلى قدرة البروم المحتملة على منع اليود من إعطاء مفعوله البارز داخل الغدة الدرقية، تشتبه الهيئات الصحية حول العالم بمخاطر هذا المستحلب منذ عقود.

الزيت النباتي البروميني ممنوع أصلاً في بلدان عدة، منها الهند، واليابان، ودول الاتحاد الأوروبي، وقد حظرته ولاية كاليفورنيا في تشرين الأول 2022 عبر تشريع سيسري مفعوله في العام 2027. لكن تباطأت «إدارة الغذاء والدواء» في اتخاذ هذا القرار.

اليوم، يبدو أن هذه الهيئة الصحية اقتنعت أخيراً بوجود أدلّة كافية لمنع استعمال تلك المادة نهائياً. يرتكز قرارها على دراسات حيوانية جديدة قامت بقياس الكميات النسبية التي يستطيع البشر استهلاكها من الزيت النباتي البروميني.

لحسن الحظ، بدأت أبرز شركات المشروبات الغازية تتحرّك مسبقاً للتخلي عن هذا العنصر تدريجياً وسحبه من منتجاتها خلال العقد الماضي.

قد يكون قرار الحظر مؤشراً على صدور قرارات أخرى قريباً، فقد بدأت «إدارة الغذاء والدواء» تُراجع القوانين التي تسمح باستعمال بعض المضافات الغذائية، وهي تنوي الامتناع تلقائياً عن المصادقة على أي ملوّنات غذائية قد تُسبب السرطان لدى البشر أو الحيوانات، ما يُمهّد لظهور عملية بيروقراطية أكثر سلاسة.

مع بدء استعمال بدائل مناسبة عن الزيت النباتي البروميني للحفاظ على النكهة اللاذعة التي تُميّز المشروبات بنكهة الحمضيات حول العالم، لن يفتقد أحد لهذا العنصر قريباً.

MISS 3