واشنطن تُعلن مساعدة عسكرية متواضعة لكييف

روسيا تؤكد تصدّيها لعمليات توغّل داخل أراضيها!

02 : 00

خلال مراسم جنازة مقاتلَين جورجيَّين في كييف أمس (أ ف ب)

أعلن متطوّعون روس معارضون للكرملين ويُقاتلون لصالح كييف أمس، أنهم سيطروا على قرية تيوكينو في منطقة كورسك عند الحدود بين أوكرانيا وروسيا، بعدما شنّوا هجوماً برّياً عليها، بينما أكّدت موسكو تصدّيها لعمليات توغّل مسلّحة على أراضيها، بالتزامن مع مضاعفة كييف هجماتها بطائرات مسيّرة قبل أيام من بدء الانتخابات الرئاسية الروسية.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، حاول مقاتلون من أوكرانيا دخول منطقتَي بيلغورود وكورسك الحدوديّتَين صباح أمس، معتمدين على الدبابات والعربات المدرّعة، وبعد «قصف مكثّف» خلال الليل. وأكدت الوزارة أنّه «بفضل تضحيات العسكريين الروس، تمّ صدّ كلّ الهجمات التي شنّتها الجماعات الإرهابية الأوكرانية»، مشيرةً إلى أنّها استهدفت عدوّها باستخدام الطيران والصواريخ والمدفعية.

وفي وقت سابق، كشفت منظمة «فيلق حرّية روسيا» عبر «تلغرام» أنّ «قرية تيوكينو في منطقة كورسك تخضع لسيطرة قوات التحرير الروسية بشكل كامل». وكان هؤلاء المقاتلون الروس قد أعلنوا في الصباح أنّهم عبروا الحدود، مرفقين إعلانهم بمقطع فيديو تظهر فيه 3 مدرّعات تسير في الظلام على طريق ريفي. وأكدت المنظمة تدميرها مركبة عسكرية روسية مدرّعة في تيوكينو. وكانت هذه المنظمة قد نفّذت توغّلات أخرى.

وأمرت سلطات مدينة كورسك بإغلاق المدارس، فيما أكّد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن العسكريين الروس يقومون «بما هو ضروري» لصدّ كلّ الهجمات الأوكرانية. ويأتي هذا الهجوم المسلّح بعد قصف بمسيّرات أوكرانية تعرّضت له روسيا ليل الأحد - الإثنين وكان الأكبر بطائرات بلا طيار تشنّه كييف منذ بدء الحرب، لا سيّما على موقعَين للطاقة اندلعت فيهما حرائق أحدهما يبعد مئات الكيلومترات من الجبهة.

ولفتت السلطات الروسية إلى أن هجمات كييف طالت أمس مناطق بعيدة من الحدود، إذ أفيد عن تسجيل ضربات في مدينة أوريل الواقعة على مسافة 160 كلم من الحدود، وكستوفو الواقعة على مسافة 450 كلم شرق العاصمة الروسية.

وأعلنت «الدفاع» الروسية أنها تمكّنت ليل الإثنين - الثلثاء من تدمير 26 طائرة مسيّرة أوكرانية، بينها اثنتان في أجواء منطقة موسكو، وواحدة في كلّ من بريانسك ولينينغراد، و11 في كلّ من بيلغورود وكورسك. وأصابت مسيّرة أوكرانية مبنى بلدية بيلغورود، ما تسبّب بجرح شخصين، وفق حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف.

وعلى الجبهة في أوكرانيا، زعمت روسيا السيطرة على قرية نيفيلسكي في شرق أوكرانيا قرب مدينة دونيتسك الخاضعة لها، بينما دمّرت البحرية الأوكرانية «مركز قيادة» روسياً مثبتاً على ناقلة نفط تقطّعت بها السبل في البحر الأسود بالقرب من مصب نهر دنيبرو. وذكرت البحرية أن السفينة كانت بمثابة «منصّة إطلاق» لمسيّرات صغيرة في منطقة خيرسون.

في الأثناء، أعلنت واشنطن مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة مئات ملايين الدولارات، وتتضمّن خصوصاً صواريخ للدفاع الجوي وذخائر وقذائف مدفعية، وتُلبّي «بعض الحاجات الملحّة لأوكرانيا»، وفق مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان. وقال مسؤول أميركي كبير: «إنّها مساعدة متواضعة نسبيّاً، تهدف إلى منح أوكرانيا الحدّ الأدنى الضروري لفترة قصيرة». وستُموّل المساعدة بفضل إعادة تقييم محاسبية للبنتاغون، بينما حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن خلال استقباله القيادة البولندية من أن روسيا لن تتوقّف في أوكرانيا.

في السياق، دقّ مسؤولو وكالات استخبارات أميركية ناقوس الخطر في ما يتعلّق بدعم كييف، محذّرين أعضاء الكونغرس من مغبّة عدم إقرار التمويل لأوكرانيا. ووصف مدير الاستخبارات المركزية ويليام بيرز في جلسات استماع ماراثونية عُقدت في لجنتَي الاستخبارات في مجلسَي الشيوخ والنواب، الفشل في الموافقة على التمويل بـ»الخطأ الجسيم والتاريخي لأميركا»، فيما رأت مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز أنه «من الصعب تخيّل كيف ستستطيع أوكرانيا الحفاظ على تقدّمها في المعارك التي خاضتها ضدّ روسيا، خصوصاً في ظلّ زيادة إنتاج الذخيرة المستمرّ في روسيا والمشتريات من كوريا الشمالية وإيران».

MISS 3