أقدم دليل مباشر على ثقب الجسم في مقابر من العصر الحجري الحديث

02 : 00

إكتشف علماء الآثار مجموعة من القطع التي تبدو مناسبة لتزيين شفاه الناس اليوم في مقابر تعود إلى مستوطنة من العصر الحجري الحديث في جنوب شرق تركيا، وقد تشكّل أقدم أدلة مقنعة على ممارسات ثقب الجسم. يحمل ذلك الموقع اسم «بونجوكلو تارلا»، وهو معروف بمجموعات استثنائية من المجوهرات الشخصية المتنوعة: عثر العلماء هناك على أكثر من مئة ألف قطعة زخرفية منذ استكشاف المستوطنة للمرة الأولى في العام 2012.



وصف الباحثون حتى الآن 85 قطعة وُجدِت في مقابر «بونجوكلو تارلا»، ويبدو أنها شكل من الحلي المُستعملة لثقب الجسم والمصنوعة من مواد مثل الحجر الجيري، والصوان، والنحاس، والسبج (زجاج بركاني). وُجِدت تلك القطع في مقابر سبعة رجال راشدين وتسع نساء راشدات، وكانت مُعلّقة فوق هياكلهم العظمية أو بالقرب منها. استناداً إلى طبقة الرواسب التي استُخرِجت منها الأغراض وتأريخ سابق بالكربون لتلك الرواسب، تعود خمس قطع من أصل 85 إلى 10 آلاف أو 8 آلاف سنة قبل الميلاد، ما يجعلها أقدم نماذج معروفة عن ممارسات ثقب الجسم.

لكن لم يعثر العلماء على أي نوع من الزينة بالقرب من رؤوس الأطفال، بل كانوا يُدفَنون في معظم الأوقات مع قلائد وخرز، على غرار ثقافات أخرى.

من بين أنواع الزينة السبعة التي وجدها علماء الآثار، تكرر نوع واحد بالقرب من أذن الشخص المدفون في القبر. يظن الباحثون أن الأغراض التي تشبه المسامير والمغطاة في معظمها بطبقات حجرية تم دسّها على الأرجح داخل لحم الأذن أو غضروفها. يفترض الباحثون إذاً أن قطر الأقراط والحلي بلغ 7 ملم على الأقل، بغض النظر عن طولها، وقد يتطلب هذا القياس ثقوباً كبيرة ودائمة في الجلد.

في النهاية، يستنتج الباحثون: «يبدو أن جزءاً بسيطاً من آلاف الخرز والحلي في «بونجوكلو تارلا» كان مُصمماً لتزيين الأذن والشفاه، لكن يعني وجودها في مطلق الأحوال أن سكان ذلك الموقع كانوا يختارون الزينة التي تتطلب تكيّفاً دائماً لجسم الإنسان في منطقتَين على الأقل: «الأذن والشفة السفلى».

MISS 3