"التّواصُل قائمٌ مع الجميع بمن فيهم التّيّار".. حنكش: غياب الدّولة سمح لقوّة حزب الله أن تتنامى

20 : 21

اعتبر عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش أن المتحدث باسم الرئيس نبيه بري، علي حسن خليل نسف مبادرة كتلة الاعتدال من اليوم الثاني، عندما قال إن "لا حوار إلا إن ترأسه بري"، شارحاً أنه "بالشكل، عندما طرحت كتلة الاعتدال مبادرتها مشكورة، قالت: "يتداعى النواب لجلسات نقاش"، معتبراً أنّ بالشكل لدينا مشكلة أن يدير الرئيس بري الحوار لأنه طرف بالانقسام لا بل الداعم الأول لأحد المرشحين وهو يدير حملته، فعملياً يجب أن يدير الحوار شخصٌ على مسافة واحدة من الجميع، كما أننا لا نريد حواراً خارج المؤسسات أو ضمن إطار كالذي كان موجوداً لأنه لم يوصل الى نتيجة، بالتالي بالطرح كان يتداعى النواب، والامر الثاني والأهم هو ضمان الجلسات المفتوحة، مشيراً إلى أنّ الجو بعد النقاشات هو نذهب الى جلسات مفتوحة، فهل نذهب الى جلسة ويعود الفريق نفسه الذي لديه مرشح ومتمسك به ليطيّر النصاب للمرة الـ14؟ هذا الأمر يحتاج الى توضيح.


ولفت الى أن قوى مختلفة ربما تلقفت الموضوع بإيجابية ولكن أطلقت مواقف سريعة، واليوم هناك جولة ثانية وربما تصب بما هو مقبول لدى المعارضة، لافتًا إلى ان أي مبادرة يجب أن تناقش في المكتب السياسي الكتائبي لاتخاذ القرار، وننسقها مع المعارضة.


ولفت الى أن البلد يتأثر بغياب رئيس الجمهورية وهو القائد الأعلى للقوات المسلّحة والممسك بقرار السلم والحرب والمتحدث باسم الشعب اللبناني أمام المحافل الدولية والمجتمع الدولي، مشيراً إلى أنّنا "نخسر يومياً. فإن كانوا يفكرون بنصب الأفخاخ، أؤكد أننا لم نعد نحمل، وأنا أكيد أن كل العمل منصب لكي لا يُنتخب رئيسٌ لأنهم يسرحون ويمرحون في ظل غيابه، ولكن عندما يكون هناك رئيس فارضٌ شخصيته،  فعندها سيقرّر الحرب والسلم".


وأكّد حنكش أنّ "الثنائي" لا يريد رئيساً وهما يعملان على تطيير النصاب، ويتمسكان بمرشحهما، فيما نحن سحبنا مرشحنا ميشال معوض وتقاطعنا على جهاد أزعور وكنا إيجابيين.


وعن اسم السفير جورج خوري وما إذا كانت "الكتائب" ستسير به، قال: "لا أعرف ما هو برنامجه وموقفه من السلاح والإصلاحات وكيف سيُعيد لبنان إلى سابق عهده".


وأكّد "أننا سنذهب الى خيار ثالث وما أعرفه عن خوري انه في أيام الاحتلال السوري كان مديراً للمخابرات ومن مفاتيح المرحلة التي كنا خلالها مضطهدين، إنما كشخص كان سفيراً في الفاتيكان ولديه صفاتٌ جيّدة، ولا يمكن أن نضع فيتو لأننا لا نعرف شيئاً عنه، أي عن برنامجه، وكيف سيقف بوجه التحديات".


وردًا على سؤال: من تختارون بينه وبين مدير عام الأمن العام، سأل: "هل نذهبُ إلى خيار من يدير مرحلة أم إلى خيار من يريد بناء بلد؟".


أضاف حنكش: "علينا أن نفكر في اليوم التالي بعد الحرب ولا يمكن أن نعتبر أن الأمور تسير بإنتخاب رئيس فقط"، مشدّداً على أن "على حزب الله أن يقرّر إما أنه سيكون تحت سقف القانون والدولة مع باقي الأفرقاء في البلد أو لن تسير الأمور"، مذكراً أنّ رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميّل، أطلق منذ سنتَين في ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميّل موقفَه القائل إمّا أن نبني البلد معاً أو سنذهب إلى الطلاق لأننا لا يمكن أن نستمرّ بالانهيار والاستقواء والتفكك والاستكبار والسيطرة على كلّ مكامن البلد ومع فريق أجندته متعلقة بتسويات دوليّة مُرتبطة بمصالح إيرانية ويتلقى أوامره ودعمه منها، فإمّا أن يفعلَ كما فعلت كلّ الأذرع المسلّحة التابعة للأحزاب بعد الحرب بتسليم سلاحها للدولة، والفرصة متاحة، ويُمكن للحزب أن يقول إنّه سيذهب الى استراتيجية دفاعية أو مرحلة انتقالية بين مقاومة مسلّحة يعتبرها ميليشيا تتلقى أوامرها خارج الحدود، فليقل إننا وضعنا سطراً على هذا الموضوع اذا كان هناك فصل جديد في المنطقة".


وعن الرهان على تغيير حزب الله سياسته، اعتبر أنه لا بد من إعطائه فرصة بعد الحرب، قائلاً: "قد اكون مخطئاً، ولكن في حال قرر حزب الله الإستمرار في هذا النهج بخطف اللبنانيّين رهائن وإبعادنا وعزلنا عن أصدقائنا التاريخيّين في الخليج، علينا كقوى معارضة المواجهة لبناء البلد الذي نريده".


وقال: "بعد انتهاء هذه الحرب، علينا الجلوس مع الأطراف اللبنانية كافة لبناء وطن يشبهنا وفي حال لم يقبل حزب الله بذلك فليبنِ البلد الذي يريده خارج لبنان".


وأكّد حنكش أن "المعارضة وحزب الكتائب موجودان للوقوف بوجه سياسة حزب الله الخاطفة لسيادة لبنان من أجل تحقيق مكاسب خارجية، واليوم لم يعد من المستطاع تكرار الخطأ، فعلى الأطراف تحمّل مسؤولية مواقفهم وقراراتهم للتخلّص من "المزرعة" التي يضعنا فيها حزب الله".


وعن "الطلاق"، أكّد "ألّا أحد راضياً بهذه الحالة الشاذة، وموضوع الطلاق موضوع حوار طويل تعمل من خلاله المعارضة على تكوين جبهة كبيرة لفرض توازن ومواجهة ما يفرضه حزب الله على أرض الواقع وهذا يتطلّب رؤية وخطة مشتركة وموحدة".


وقال: "موضوع الطلاق مع حزب الله هو موضوع استراتيجي طويل نبحثه مع أطراف المعارضة ومن الممكن فرضه بأمر واقع أو بالسياسة والإتفاق".


أضاف: "هذا الطلاق هدفه أن يفهم حزب الله أن اللبنانيين غير راضين على الإستمرار بالعيش في ظل هيمنته والتخوف الدائم من اندلاع أي حرب بقرار منه".


واشار حنكش الى أن "غياب الدولة سمح لقوّة حزب الله أن تتنامى، والغريب أن نصرالله يخرج ويسأل أين الدولة؟ ناسياً أنه يُسيطر على مفاصل الدولة والمؤسسات، وأنه الطرف الأكثر استفادة من الإنهيار والفراغ الرئاسي".


وفي الموضوع الإقتصادي، لفت الى أن الموازنة ظلمت من انضوى تحت القانون وسقف الدولة وكافأت من يهرّب.


وسأل: "إلى متى سيظلّ المواطن اللبناني في المتن وكسروان وجبيل يدفع الضريبة ومواطن آخر يتهرّب منها؟".


وردّا على سؤال، شدّد حنكش على "أهمية اختلاف الطوائف والإنتماءات داخل المعارضة"، مؤكداً استمرار التواصل في ما بينها، ولكن تُطرح بعض الأسئلة: "هل التقاطع على جهاد أزعور مع التيار الوطني الحر يبنى عليه الكلام الذي نتحدث به اليوم؟ هل موقف الرئيس عون ومن بعده الوزير باسيل نهائي بموضوع حزب الله وبمواجهة المشروع الذي يهدّد كيان لبنان وهويته؟".


وقال: "إذا كان هذا الموقف نهائيًا، هل باستطاعتنا بناء أفكارنا مع هذه القوى؟".


وأكد حنكش أن التواصل قائم مع الجميع بمن فيهم التيار وسألناهم اذا كان هذا الموقف نهائيًا ولا رجوع عنه، وهل أنتم مستعدون للإنضمام إلى القوى الحية التي تواجه مشروع حزب الله من أجل الوقوف بوجه هذا الخطر الذي يهدّد مستقبل البلد؟ ونحن بانتظار الجواب".


ولكن لفت الى أنه على الرغم من التنسيق والتواصل مع الجميع، لسنا متأكدين إن كان هناك قبول للتيار من قبل قوى المعارضة، فالمشكلة الأساسية في الثقة.


وقال: "تقاطعنا على جهاد أزعور وحصد 59 صوتاً في جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية، وكانت هناك ثقة في ما بيننا، فإذا كان هذا قائماً اليوم، فهل يبنى عليه مشروع سياسي أو ارضية مشتركة على الأقل؟".


أضاف: "المنافسة ستكون موجودة في السياسة والمواضيع الأخرى لأننا لا نشبه بعضنا البعض، ولكن أليس هناك قاسم مشترك واحد على الأقل؟".


MISS 3