جنين قرش أبو مطرقة يكشف لغز رأسه الغريب

02 : 00

نادراً ما ينجح العلماء في الوصول إلى معظم أسماك القرش واستشكاف نمو صغارها أو البيئة التي تكبر فيها. لهذا السبب، تُعتبر رؤية جنين قرش أبو مطرقة وهو في الشهر الخامس من نموه تجربة غير مألوفة.



لا تضع أسماك القرش البيض، بل تحمل صغارها في الرحم. تستطيع أنثى سمك القرش أن تحمل حتى 16 جنيناً، ويتلقى كل واحد منها الغذاء عبر الحبل السري مثل أجنّة البشر. ثم تَلِد الأم صغارها، ويحمل الصغار ما يكفيهم من الأسنان ويستعدون لتدبّر أمورهم بلا مساعدة.

لالتقاط صورة الجنين، أنقذ فريق من العلماء أجنّة تعود إلى إناث أسماك كانت عالقة قبالة سواحل الخليج والمحيط الأطلسي في فلوريدا.

جمع العلماء مخططاً بصرياً للنمو، بدءاً من أولى مراحل نمو الأجنة وصولاً إلى مرحلة ظهور شكل القرش أبو مطرقة، مروراً ببقية مراحل النمو قبل الولادة.

يسمح هذا البحث بدراسة مراحل أساسية من نمو هذا النوع من أسماك القرش وتحديد اللحظات التي يُطوّر فيها الجنين شكل رأسه اللافت، ما يزيد معلوماتنا عن هذه الفصيلة.

برأي العلماء، يهدف شكل الرأس العريض والمسطّح وظهور عين على كل طرف إلى تقوية حواس الحيوان. كذلك، يسمح موقع العينين بتوسيع مجال الرؤية، وتُحسّن الفتحات الأنفية العريضة قدرات الشم لديه.

يكون رأسه على شكل مطرقة، وهو مغطّى بأعضاء للكشف الكهربائي لدعم «حاسته السادسة». يستطيع هذا الحيوان أن يرصد أصغر الإشارات الكهربائية، منها النبضات الصادرة من ضربات قلب أي سمكة يسعى إلى افتراسها، أو حقول الأرض المغناطيسية التي يستعملها للملاحة خلال فترات الهجرة.

من خلال الوصول إلى أجنّة هذه الأسماك المدهشة، قد يتمكن العلماء من مقارنة نموها مع أسماك قرش أخرى ذات رؤوس عادية، وقد يتساءلون أيضاً عن طريقة نمو تلك الرؤوس المبهرة والأسباب الكامنة وراءها.

يخفي المحيط ثروة من الأسماك الغريبة والمدهشة، لكن يعجز البشر عن الوصول إلى معظمها ويستحيل إجراء دراسات عن نموها. يتابع العلماء الكشف عن معلومات جديدة حول تطور الحياة على كوكب الأرض بفضل هذه الفرص غير المتوقعة.

MISS 3