رابط مفاجئ بين جراثيم الأمعاء وفقدان البصر

02 : 00

تكشف دراسة جديدة أن الجراثيم المعوية قد تكون جزءاً من أسباب فقدان البصر عند الإصابة ببعض أمراض العيون، ويمكن معالجة المشكلة بالمضادات الحيوية.



إكتشف باحثون من الصين والمملكة المتحدة جراثيم معوية في مناطق متضررة من عيون فئران تحمل طفرات في جينة CRB1، وهي من أبرز أسباب أمراض العيون الوراثية.

عند الإصابة بأمراض العيون المرتبطة بجينة CRB1، يبدأ اختلال البصر في عمر مبكر. في هذه الحالة، تعجز الشبكية (النسيج الواقع في الجهة الخلفية من العين والمسؤول عن تحويل الأطوال الموجية من الضوء إلى إشارات مرتبطة بالنظر في الدماغ) عن تطوير بنيتها الرقيقة ومتعددة الطبقات من الخلايا المُستقبِلة للضوء، فتصبح سميكة بدرجة غير طبيعية. تساءل الباحثون عن ارتباط الجراثيم بتضرر الشبكية بعدما اكتشف بحثهم السابق أن تلك الجراثيم شائعة على نحو غير متوقع في العين.

يُعتبر بروتين Crb1 أساسياً للحفاظ على الحاجز القائم بين الأمعاء وبقية أعضاء الجسم والظهارة الصباغية للشبكية. لا تنتج جينة CBR1 المتحوّلة كمية كافية من بروتين Crb1، ما يؤدي إلى اختلالات في هذين الحاجزَين الواقيَين.

ظهرت اختلالات في الحاجزَين لدى الفئران التي حملت تلك الطفرة، ما دفع الجراثيم المعوية إلى تجاوز مجرى الدم والتوجه نحو الشبكية والتسبب بإصابات هناك. سمح علاج بالمضادات الحيوية بتقليص أضرار الشبكية ومنع فقدان البصر.

عندما أعاد الباحثون إدخال بروتين Crb1 الطبيعي إلى أمعاء فئران تحمل تلك الطفرة، لم يتغير الخلل في ذلك الحاجز، لكن تراجعت الأضرار في الشبكية. كذلك، لم يظهر القدر نفسه من أضرار الشبكية لدى الفئران التي تحمل طفرة Crb1 مع عدد أقل من الجراثيم.

يأمل الباحثون في متابعة هذا البحث في إطار دراسات عيادية للتأكد من ارتباط هذه الآلية بفقدان البصر لدى البشر ومعرفة مدى قدرة العلاجات التي تستهدف الجراثيم على منع فقدان البصر.

يظن الباحثون أن نتائجهم تثبت وجود رابط معيّن بين الأمعاء والعيون، إذ تستطيع الجراثيم الحيّة أن تنتقل من الأمعاء المتسربة إلى الشبكية. قد لا نفهم بالكامل الرابط بين الأمعاء وصحة العين، لكن قد تُمهّد الاستنتاجات الأخيرة لظهور مسار علاجي مختلف.

MISS 3