لفت المكتب الإعلامي لراعي أبرشية أنطلياس المارونية الى أن لبنان يمرّ «بلحظة تاريخية مصيرية تقتضي من جميع اللبنانيين، الإلتفاف حول القيم المؤسسة لدولة لبنان الكبير في دوره الحضاري، وهي الحرية، والعدالة، والعيش المشترك، والسيادة الناجزة، وكل ذلك بتطبيق الدستور، واستكمال عقد المؤسسات الدستورية وإنجاز الإصلاحات، بما يحمي هوية وطن الرسالة». وأوضح المكتب في بيان أنه «من هنا، كان تكليف غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المطران أنطوان بو نجم بإطلاق مسار تشاوري لمبادرة وطنية جامعة إنقاذية، تؤكد الثوابت التي يؤمن بها اللبنانيون، على اختلاف مكوناتهم، مع تشخيص مكامن الخلل واقتراح خريطة طريق للمعالجات».
أضاف: «في هذا السياق الوطني الجامع وحده، إنطلق التشاور برعاية أبينا غبطة البطريرك مع القوى السياسية المسيحية كمرحلة أولى، على أن يتوسع الحوار بعدها ليشمل كل القيادات الروحية والمرجعيات السياسية اللبنانية والقوى المجتمعية الحية كمرحلة ثانية، من هنا يهمنا التأكيد على أن المبادرة التي يتم التداول بها في الإعلام، وفي الرأي العام، هي مبادرة وطنية جامعة بامتياز، وتبتعد عن أي مقاربة طائفية أو سياسية ضيقة، وقد بدأت منذ أكثر من عام، ويتابعها فريق عمل متخصص في الدستور والقانون والسياسات العامة، وهي بعيدة عن أي إنحياز لأي فريق سياسي، بل هي تتقاطع في ثوابتها مع كل الإرادات الطيبة التي تعمل لخلاص لبنان».
وإذ أسف المكتب «لكل التسريبات التي كانت في معظمها بعيدة عن روحية المبادرة ومضمونها»، أمل «من جميع الأفرقاء المنخرطين فيها حالياً، والمدعوين للإنخراط فيها مستقبلاً، الإلتزام بميثاق العمل الصامت والهادئ، بما يؤدي إلى بلوغ المبادرة الوطنية خواتيمها المرجوة». وأوضح أنه «بقدر الحرص على حرية الإعلام، فإننا نهيب بكل وسائلها مقاربة المبادرة بحكمة ترتقي إلى مستوى المسؤولية التاريخية، حرصاً على هدفها الأساسي، وهو خلاص لبنان».
وأكد البيان أخيراً «أن البطريركية المارونية هي المرجعية الوحيدة المعنية بتظهير المحاولات والنتائج لهذه المبادرة الوطنية الجامعة، في اللحظة والشكل اللذين تراهما مناسبين، إلتزاماً للميثاق الوطني والخير العام للشعب اللبناني، وصوناً للقضية اللبنانية في مسار بناء دولة المواطنة الحرة السيدة العادلة المستقلة».
