حملات مكافحة القرصنة قد تعطي أثراً عكسياً

تكشف دراسة جديدة أن الرسائل التي تحذر من القرصنة قد تدفع الناس إلى قرصنة محتويات رقمية إضافية في بعض الحالات، علماً أن الرجال والنساء يميلون إلى التجاوب مع تلك التحذيرات بطرق مختلفة.

لوحظ أن الرجال يصبحون أكثر ميلاً إلى القرصنة بعد رؤية الرسائل التي تُهدد باتخاذ إجراءات قانونية ومواجهة عواقب سلبية أخرى بسبب القرصنة، بينما تعطي تلك الرسائل الأثر المنشود مع النساء.

برأي المشرفين على هذه الدراسة من جامعة «بورتسموث» في المملكة المتحدة، يثبت تحليلهم أهمية نوعية الرسائل التي تستهدف الجنسَين وتأثير اللهجة التي تستعملها تلك الحملات.

لم تُعْطِ رسائل التوعية آثاراً ملحوظة على مستوى القرصنة، لكن أطلقت الرسائل العدائية التي تحمل لهجة التهديد ردود أفعال مختلفة بين الجنسَين. أدت أقوى رسالة إلى زيادة نوايا القرصنة لدى الرجال بنسبة 18%، مقابل تراجع هذه النزعة لدى النساء بنسبة 52%.

يستنتج الباحثون أن رسائل التحذير من القرصنة قد تزيد هذه الممارسات عن غير قصد بسبب ردة فعل نفسية كامنة. من وجهة نظر علم النفس التطوري، يبدي الرجال أقوى ردة فعل تجاه أي تهديد على حريتهم، ما يدفعهم إلى التصرف بطريقة معاكسة لما يُطلَب منهم.

هذه ليست الدراسة الأولى التي تستنتج أن رسائل مكافحة القرصنة تزيد هذا النوع من الممارسات، وتثبت نتائج التجارب أيضاً أن الأشخاص الأكثر ميلاً إلى القرصنة يسجلون أكبر فرق في نزعتهم إلى زيادة المحتويات التي ينوون قرصنتها بعد مشاهدة الرسائل التحذيرية. خدمةً لأهداف الدراسة، اعتُبِرت القرصنة مرادفة لتنزيل محتويات رقمية بوسائل غير شرعية. هذه العملية تكلّف قطاعات الأفلام والتلفزيون والموسيقى عشرات مليارات الدولارات سنوياً.

لتخفيض هذه الأرقام، يدعو الباحثون شركات الإعلام إلى التفكير بالمفهوم الذي تنشره عن القرصنة أمام المستخدمين. قد تكون رسائل التهديد الخيار الأكثر تطرفاً في هذا المجال، لكنها ليست الأكثر فاعلية على الأرجح. تكشف هذه الدراسة إذاً أن الرجال والنساء يتعاملون مع الرسائل التحذيرية بطرق مختلفة، لذا تبرز الحاجة إلى تطبيق مقاربة متخصصة لمكافحة القرصنة. إذا لم تستهدف تلك الرسائل كل فئة من الناس بدقة، من الأفضل تجنّبها على الأرجح لأنها قد تزيد ممارسات القرصنة في نهاية المطاف.