الحريري: نأسف لتصريحات دياب حول زيارة لو دريان وندعو للتهدئة في الجنوب لأن هناك من يلعب بالاستقرار

21 : 14

أبدى الرئيس سعد الحريري في دردشة مع الصحافيين اليوم في "بيت الوسط" أسفه "لتصريحات رئيس الحكومة حسان دياب حول زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى بيروت"، متسائلا: "إلى أين يأخذنا بهذه الدبلوماسية تجاه أصدقائنا التاريخيين الذين وقفوا معنا في كل الأزمات التي مرت على لبنان؟".

وتساءل: "ما الذي حصل في الجنوب وهل هذا هو الوقت المناسب لكل ذلك في ظل توجهنا للتجديد لقوات اليونيفيل؟"، ودعا إلى "التهدئة لأن هناك من يلعب بالاستقرار ويريد أن يفتعل مشكلا".

ولفت إلى "أن ما يحصل اليوم هو انهيار اقتصادي في البلد وليس مؤامرة كما يدعي البعض، والمطلوب حل هذه الأزمة قبل كل شيء ليتمكن المواطن من المواجهة والمقاومة".

وأكد أنه "يؤيد مشروع سد بسري لأنه يؤمن المياه للعاصمة بيروت وضواحيها، وهو مشروع مدروس بكل تفاصيله من قبل البنك الدولي".

ورد الحريري على سؤال حول تغريدات الرئيس دياب قائلا: "أنا لا أفهم إلى أين نتجه بهذا الأسلوب من الدبلوماسية المتبعة هذه الأيام، بوجه أصدقائنا التاريخيين الذين وقفوا معنا في كل مرحلة مرت على لبنان. إذا كان رئيس الحكومة أو أي مسؤول آخر يصرح بهذا الأسلوب عن دولة نعتبرها في لبنان الأم الحنون، وكانت تسعى دائما إلى مساعدة لبنان، فإنه من المؤسف للغاية أن نسمع هكذا كلام من هكذا حكومة".

وعن سبب عدم زيارة وزير الخارجية الفرنسي لـ"بيت الوسط"، قال: "هو أتى برسالة واضحة ومحددة، ساعدوا أنفسكم لكي نساعدكم، فتبين لهذه الحكومة أن وزير الخارجية الفرنسي أتى فارغا وغير مطلع على الملف اللبناني. أعتقد أن المشكلة الأساسية هي أنهم في الحكومة لا يعرفون حقيقة الملف اللبناني".


وعن نظرة الحكومة للإصلاحات التي قاموا بها كتعيين مجلس إدارة لمؤسسة كهرباء لبنان وتدقيق جنائي على مصرف لبنان، قال: "هذا صحيح، بدليل انقطاع الكهرباء الحاصل في لبنان وخاصة في بيروت، وهو أمر غير مسموح على الإطلاق، ولا سيما في العاصمة. فإن لم تكن العاصمة بخير، أي منطقة ستكون بخير إذا؟ في أي دولة في العالم، أول عمل تقوم به الدول هو الاهتمام بالعاصمة، أما عندنا، فأول ما يقومون به هو أن يخربوا العاصمة. كفى العمل بهذه الطريقة".


أمّا عن الحل: "الحل هو أن يعملوا. كفى القول أن هناك من يؤخرهم. لديهم أكثرية في مجلس النواب ولديهم مجلس الوزراء، فما الذي أنجزوه؟ هل قاموا بإصلاح واحد؟ قاموا بتدقيق جنائي على مصرف لبنان، أهنئهم، لكنهم لم يجروا تدقيقا جنائيا على الدولة وعلى وزارة الطاقة وغيرها. عليهم إجراء تدقيق جنائي على كل الدولة وكل الوزارات. من يريد أن يحارب الفساد عليه أن يقوم بذلك".

وعمّا إذا كانت أحداث الجنوب قبل أيام تمهيد لحرب ما؟ تساءل الحريري: "ما الذي حصل في الجنوب؟ هل فهم أحد؟ هل هذا هو الوقت المناسب لكل ذلك في ظل توجهنا للتجديد لقوات اليونيفيل؟".

وعن عدم مسؤولية حزب الله عن الأحداث التي حصلت، قال: "من إذا قام بذلك؟ لا بد من التهدئة، هناك من يلعب باستقرار البلد، وبالإضافة إلى الانهيار، هناك من يريد أن يفتعل مشكلا. أولا نحن أمام تحد بالتمديد لليونيفيل أو تقليص موازنتها، فتأتي هذه الحادثة ولا أحد يعرف ملابساتها. فهل صحيح أننا صدقنا هذه الكذبة؟ مخابرات الجيش واليونيفيل وغيرهما في تلك المنطقة ولم نعرف ما الذي حصل حتى الآن؟ مصيبة إن كنا بالفعل لم نعرف ما الذي حصل. ماذا كانت ردة فعل الحكومة بلحظتها؟ ما الذي دفعنا ككتلة مستقبل أن نصدر البيان؟ لقد كان غيابا تاما من قبل الحكومة. ليأت من يقول لنا ما الذي حصل؟".

وعن إعلان حزب الله صراحة أنه سيرد من لبنان على أي عمل تقوم به إسرائيل بحقه وإن كان في سوريا؟

أكد أنّ "هذا ما قلناه بالأمس في الكتلة. المشكلة الأساسية في البلد أن الدولة لا خبر لديها إن كنا سنذهب إلى حرب أم لا، والدولة دورها ينحصر في الدفاع عن ردود الأفعال. كلا. ما هي الأولوية اليوم للمواطن اللبناني؟ أليست الكهرباء والمياه والمأكل والمال والمصارف وغيرها؟ فهل نفتح مشكلة في ظل كل ذلك؟ هل تنقصنا مشاكل مع أي طرف؟ كل ما نقوله لهم: ترووا، هناك انهيار اقتصادي، علينا أن نركز على سبل حله، أما كل أمر آخر فلا أهمية له، لأنه دون حل هذه الأزمة الاقتصادية لا يمكن للمواطن أن يواجه ويقاوم. علينا أن نطلب من الناس أن تبقى بالبلد لكي ينهض هذا البلد، فكيف أن كان البلد يعاني من العجز؟ هل نأخذه إلى مكان آخر؟".


وعن الحياد الذي تحدث عنه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي؟

أشار إلى أنه "تحدث من بكركي، وهو يرى أنه في ظل كل ما يحصل، لا وجود للنأي بالنفس، كل ما يقال كلام، ولكن أين طبق النأي بالنفس فعليا؟".

وعن الإعتداءات التي تقوم بها إسرائيل، قال: لأسلم جدلا، هل يجب أن نخرج ونقول بأننا سنرد على إسرائيل عاجلا أم آجلا؟ هل ينقص لبنان مزيدا من التحدي؟ يخرج رئيس الحكومة ليواجه فرنسا؟ هل إلى هنا وصلت العبقرية اللبنانية؟ هل هذا هو تاريخنا؟".


وعن مقابلة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل إذا لمس رسائل باتجاهه بما معناه: لا تضع علي شروطا للعودة؟ وعن رأيه بكلامه بألا علاقة له بالحكومة وأنه لا يشكل أكثرية فيها؟ وعن تعليقه على كلام باسيل بأنه لا يريد أن يصبح وزيرا لكن لا يريد أن يضع أحد شروطا عليه؟

أكّد أنه "لا يريد أن أكون رئيس حكومة ولا يريد لأحد أن يفرض شروطا عليه. لا أريد أن يأتي أحدهم ليقول لي أنه يريد منصب نائب رئيس الحكومة أو هذه الحقيبة أو تلك. الحقيقة أني لم أشاهد المقابلة، لكن من لديه رأي سياسي فليقله وهو حر فيه، وأنا لن أرد على فلان أو فلان".

أما بالنسبة إلى المحكمة الدولية، وتخوفه من أن يعتب جمهوره عليه في حال قرر احتواءه في هذه القضية؟

أجاب: "في 7 آب سيكون لي موقف".


وعن طمأنة الرئيس دياب إلى أنه غير متخوف وأنه ستكون هناك عقلانية وحكمة في هذا النهار.

أشار أنه "في موضوع قضية اغتيال رفيق الحريري دائما هناك عقلانية، ولكن دائما هناك عدالة لا بد أن تتحقق مهما كانت الكلفة".

وعن حفلة المزايدات التي تحصل حول قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

أجاب: "إذا نظرنا إلى السنوات الثلاث الماضية، كل شخص يريد أن يجد لنفسه مكانا في السياسة، لم يصل إلى هذا المكان إلا بالمزايدة على سعد الحريري بدم رفيق الحريري. كل شخص استخدم هذا الأسلوب لكي يصل إلى ما يريده، وصور نفسه على أنه كان حبيب قلب رفيق الحريري وصديقه. رفيق الحريري قضية وطنية، وهو لم يقتل لأنه من آل الحريري، بل لأنه يحمل مشروع استقرار وازدهار وإنماء للبلد. هذا هو المشروع الذي أرادوا قتله. ومنذ لحطة الاغتيال، ونحن ندفع هذا الثمن. إن كان هناك من لم يفهم حتى الآن لماذا قتل رفيق الحريري فلديه مشكلة بالتفكير. لذلك، أتوقع هذه المزايدات من أقرب الناس، ولكن في نهاية المطاف، المواطن اللبناني يعرف من هو سعد الحريري ومن هم الآخرون، وهناك صندوق اقتراع والانتخابات آتية، وعندها يقرر المواطن اللبناني من يريد، فأنا مع الديمقراطية حتى العظم. أما هذه المزايدات فكانت قائمة منذ استشهاد رفيق الحريري، إن كان بمحاولة جر البلد نحو الانتقام وغيره. أما نحن، وكذلك الشعب اللبناني، فطالبنا منذ اللحظة الأولى بالحقيقة والعدالة، ولم نتحدث يوما عن الانتقام. اللبنانيون عقلاء ويريدون العدالة، والعدالة آتية".


وعن موقفه من قضية سد بسري، قال: "أنا مع هذا السد، فمن أين سنأتي بالمياه للعاصمة بيروت وضواحيها؟".

وعن ثقته بالجهة التي تنفذ السدّ، أوضح أن "البنك الدولي هو من قام بالدراسات البيئية وغيرها وهو من وافق على القرض، حتى أنه القرض الوحيد الذي يوافق فيه على الاستملاك لاستكمال هذا المشروع لأنه حيوي لأهل بيروت وضواحيها. إن كنا سنتحدث عن التنفيذ فهذا أمر آخر. أما إن كان هذا السد ضروريا لأهل بيروت وضواحيها وكل هذه المنطقة، فنعم نحن بحاجة إلى المياه. هذا السد ضروري لأهل بيروت وضواحيها والمنطقة المجاورة، فالناس في حاجة الى المياه".

وعن ثقته بأن هذا السد سيؤمن المياه خصوصا بعد أن عجزت السدود الأخرى عن ذلك؟

أجاب: "ينسى الناس أن هذا المشروع هو بالتعاون مع البنك الدولي، وليس مع وزارة الطاقة ومدروس بدقة".

وعن كلام رئيس الحكومة حسان دياب خلال اجتماعي المجلس الأعلى للدفاع ومجلس الوزراء لناحية سؤاله اين الأجهزة الأمنية والقضاء والدولة؟

أجاب الحريري: "نسي أن يطرح سؤالا أساسيا: أين هو رئيس الحكومة؟".

وعن خفض قيمة الأموال التي خصصها مؤتمر "سيدر" للبنان؟

أوضح الحريري أن "وزير الخارجية الفرنسي قال سنساعدكم إذا اجريتم إصلاحات، وإذا لم تفعلوا فلن نساعدكم. هناك موضوع أساسي يجب ان يفهمه الموجودون في الحكم اليوم أيا كانوا، ان ما حصل في لبنان ليس مؤامرة، بل انهيار اقتصادي. واذا كانوا سيتعاطون مع هذا الانهيار على انه مؤامرة فالعوض بسلامتكم. هذا اسمه انهيار اقتصادي، وحاولنا تجنبه منذ عام 2000 من خلال مؤتمرات باريس-1 وباريس-2 وباريس-3 وسيدر. كل هذه المؤتمرات عقدت لتجنيب البلد هذا الانهيار، واذا قاموا بالإصلاحات يعالجون الانهيار وكل المشاكل الموجودة، ويجب ألا يتعاطوا معها على خلفية وجود مؤامرة على حزب الله او التيار الوطني الحر الذي يعتبر ان هناك مؤامرة ضده اكبر من المؤامرة على الحزب. لا يمكن معالجة الانهيار الاقتصادي بعقلية المؤامرة".

أما عن وجود حصار على لبنان بسبب "حزب الله" وحكومة اللون الواحد، رأى أنه "عندما ذهبنا إلى سيدر ألم يكن هناك حزب الله؟ لكننا رغم ذلك لم ننجز الإصلاحات. علينا الكف عن تسييس الأمور وتعقيدها من خلال ربطها بالانتخابات الأميركية والإيرانية وغيرها، فنحن بلد صغير. نحن لبنانيون وباستطاعتنا القيام بالإصلاحات من دون الاميركيين ولا الإيرانيين ولا السعوديين ولا أي بلد آخر. اللبنانيون تعبوا، وعلينا الكف عن التحجج لعدم القيام بالإصلاحات. ماذا ننتظر؟".


وعن تغيير الحكومة، أشار إلى أنه "يجب ان نعثر على رئيس الحكومة أولا".

أما عن ملف الكهرباء والمازوت، وبأن كل الأزمات مفتعلة وتديرها "كارتيلات" معينة؟

أوضح أنه "لا يوجد، لا كارتيلات ولا غيرها، فهناك سوء إدارة، وعليهم أن يخرجوا من هذا القطاع. لقد أثبتوا فشلهم فيه".


وعن وجود خمسة أسعار للدولار في السوق؟

تساءل الحريري: "هل لبنان أول دولة تنهار اقتصاديا في العالم؟ هل الحلول غير معروفة؟ هناك حل رقم 1 أو 2 أو 3 أو غيره، إنها مسألة تفاوض. أما عندنا فأولويات التفاوض غير موجودة".

وعن موقف كتلة "الوفاء للمقاومة" في شأن سد بسري بأن هناك حصارا لبيئة المقاومة، أجاب: "ما علاقة المقاومة؟ هل الضاحية باتت للمقاومة أو بيروت لتيار المستقبل؟ هذه هي الشعارات التي تدمرنا: هذه المياه لفلان، كلا ليست لأحد، بل لكل اللبنانيين، لأن من يعيشون في الضاحية أو بيروت ليسوا مقاومة ولا تيار مستقبل ولا تيارا وطنيا حرا ولا حزبا تقدميا اشتراكيا، هؤلاء مواطنون لبنانيون يريدون مياها، فكفى تسييسا للأمور. أنا أريد للمواطن اللبناني البيروتي أن يشرب ويعيش كغيره".

MISS 3