بعيداً من النتائج الفنية وحسابات الربح والخسارة، تبقى للمواجهات التي تجمع فريقي الحكمة والرياضي نكهة خاصة وطعم مختلف تماماً عن كلّ المباريات الأخرى منذ عقود من الزمن، حتى لو كان أحد هذين الفريقين الكبيرَين طرفاً فيها.
صحيح أنّ التفوّق في اللقاءات المباشرة الأخيرة، إن كانت في إطار بطولة لبنان لكرة السلة، أو ضمن منافسات بطولة «وصل» لأندية غرب آسيا، مالَ لمصلحة «أبناء المنارة»، لكنّ الجمهور الأخضر الوفيّ لم ييأس ولم يستسلم يوماً، وبقي مشجّعاً ومدافعاً عن فريقه بشكل شرس على مواقع التواصل الإجتماعي، مقدّماً مختلف الحجج والتبريرات التي ترتبط بالعاطفة أكثر من إرتباطها بالمنطق، وهو دعا الى أوسع حضور في مدرّجات ملعب أنطوان الشويري في نادي غزير مساء اليوم الأربعاء، حيث سيخوض الحكمة مباراته الثانية مع الرياضي في السلسلة نصف النهائية لبطولة «وصل»، علماً أنّ الخطأ فيها ممنوع مهما كان صغيراً، لأنّ خسارته يعني توديعه البطولة الإقليمية نهائياً وتمهّد الطريق أمام خصمه التقليديّ التاريخيّ لإكمال مشواره باتجاه اللقب.
أما في ما يتعلّق بالبطولة المحلية، فلا بدّ من الإشارة الى أنّ الفرق الأربعة التي ستتأهل الى دور المربّع الذهبي سترمي النتائج التي سجّلتها في المراحل السابقة خلفها، وسيكون كلّ فريق مرشّحاً للتتويج في ختام الموسم بغضّ النظر عن مركزه الحالي في الترتيب العام إن كان متصدّراً أو رابعاً، خصوصاً إذا حالفه التوفيق في إختيار الأجنبيّ «السوبّر» المناسب الذي يمكن أن يشكّل علامة فارقة في الأدوار النهائية، وفي هذا السياق تأخذ إدارات الأندية هذا الأمر بالحسبان لما يمكن أن يشكّل نقطة تحوّل إيجابية في مسيرة فرقها ونتائجها، كما يبقى عامل الإصابات مقلقاً لجميع الفرق التي هي بأمسّ الحاجة الى كامل لاعبيها، خصوصاً النجوم منهم، لكي تبقى ضمن دائرة المنافسة الجدّية على اللقب.
