قدّم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الإثنين ضمانة بقيمة 175 مليون دولار أمام القضاء الأميركي لتجنّب احتمال المصادرة القانونية لأصوله أثناء استئنافه حكماً صدر بحقه من قبل قاضٍ في نيويورك بغرامة قدرها 454 مليون دولار بتهمة الاحتيال المالي في شباط الماضي. وكان أمام ترامب مهلة حتّى الخميس لتقديم هذه الضمانة التي تُغطّيها شركة تأمين والتي تُعادل كفالة في هذه القضية المدنية.
ويأتي ذلك بعدما كانت محكمة استئناف في نيويورك قد خفّفت الضغوط المالية على ترامب قبل أسبوع من خلال خفض الكفالة من حوالى نصف مليار دولار إلى 175 مليون دولار. وأعرب ترامب حينها عن احترامه الشديد لقرار محكمة الاستئناف، متعهّداً إيداع «175 مليون دولار... بسرعة كبيرة، خلال 10 أيام».
ويُشكّل تمكّن ترامب من ايداع الكفالة انتكاسة للمدعية العامة لولاية نيويورك ليتيشا جيمس التي كانت قد هدّدت، في حال فشله بالقيام بذلك، بإطلاق عملية مصادرة قانونية للأصول لتغطية قيمة الغرامة، مشيرةً إلى المبنى «40 وول ستريت» الذي يملكه ترامب في نيويورك.
لكن مسار العراقيل القانونية لم ينتهِ بعد بالنسبة إلى ترامب، لأنه لا يزال هناك أمامه 4 قضايا جنائية، بحيث سيتعيّن عليه اعتباراً من 15 الحالي المثول أمام محكمة في نيويورك في قضية المدفوعات السرّية لإسكات نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز لتجنّب الكشف المُحرج عن علاقة مفترضة بينهما، ينفي ترامب حصولها، خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
وفي نهاية هذه المحاكمة، يواجه ترامب نظريّاً عقوبة السجن إذا ثبتت إدانته، في سيناريو غير مسبوق بالنسبة إلى مرشّح للانتخابات الرئاسية الأميركية. وقد أرسل القاضي خوان مرشان الذي سيرأس المحاكمة، أمراً إلى ترامب الإثنين يمنعه في قرار مكتوب من التهجّم على عائلته أو عائلة المدّعي العام في مانهاتن ألفين براغ، بعدما بثّ الرئيس السابق هجمات في نهاية الأسبوع الماضي ضدّ ابنة القاضي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وسيُحاكم ترامب أيضاً في قضيّتَين، في جورجيا وأمام المحكمة الفدرالية في واشنطن، لمحاولاته غير القانونية المُفترضة إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وفي قضية أخرى في فلوريدا تتعلّق بالتعامل مع وثائق سرّية عند مغادرته البيت الأبيض في 2021. ولكن، يبقى إجراء محاكمات في هذه القضايا قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل غير مؤكد، بعد ارجائها عدّة مرّات بسبب الطعون التي قدّمها محامو ترامب.
