كاميرا، كاميرا، ميكروفون ميكروفون، أنتما في حالة جهوزية؟ "يلا" هيّا بنا و"عليهم"… أيّها الفنّان، أوّلاً العوض بسلامتك، وثانياً قلبنا معك في مصابك الأليم. أمّا ثالثاً والأهم بالنسبة الى نسبة الـ views التي سترتفع كلّما ألصقنا الكاميرا بوجهك الأصفر وعينيّك الحمراوتين: ما هو شعورك بوفاة والدتك؟ صف لنا لحظة تلقّيك خبر موت والدك بالتفاصيل المملّة وخذ كلّ كلّ كلّ وقتك، "ما عنّا شي غيرك اليوم".
طيب دعنا نفكّر بسؤال اوريجينال و out of the box :ماذا تقول لشقيقك الراحل في هذه اللحظة الحزينة؟ ماذا؟ لا جواب؟ طبعاً نحن نتفّهم حزنك ووجعك و…عفواً أيّها الفنّان المفجوع على مقاطعة استرسالك في حزنك ودموعك، ولكن يبدو أنّ النّجم الفلان والفنّان العلتان قد وصلا في هذه اللحظة بالذّات لتقديم واجب العزاء. تابع أيّها الفنّان المفجوع بكاءك وحزنك على مهل، وسنعود اليك لاحقاً، أو سريعاً جداً جداً في حال ارتفع ضغطك وصوت نحيبك وتفجّعاتك قبل أن يُغمى عليك. كاميرا، كاميرا "يلا، يلا" اسرعي لنلتقط السبق الصحفي قبل ان تسبقنا اليه كاميرا أخرى و…اهلا ايها النجم العظيم، وعظّم الله اجركم، وماذا تقول للنجمة المفجوعة؟ طيّب، صحيح الآن "مش وقتا"، ولكن "هيك هيك ساقبت واتلقّطنا فيك"، ما هي مشاريعك المستقبلية؟ حفلة غنائية في الرياض برعاية المستشار تركي آل الشيخ؟ مسلسل مُتَرّك (مقتبس عن التركي)؟ طيّب ممكن تسمّعنا مطلع اغنيتك الجديدة، وطبعاً على صوت "واطي"، عيب كرمال العزاء و…"ريّته ما يكون بديار حدا". هذا الرايتينغ الذي من أجْلِه يُستباح أجَلُ الانسان وكرامته، وتُنتهك حرمة الموت، وتُلغى الرغبة في عيش لحظات الوجع بخصوصية وحميمية بعيداً عن أعين شاشات التلفزيون والمنصّات والمواقع الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي…
في هكذا زمن أغبر، أعطانا فيه العيب عمره، نتقدّم بأحرّ التعازي للأخلاقيات الإعلامية، وتغمّد الله الأصول بواسع رحمته و...ماذا حصل؟ سقطت الفنّانة مغشيّاً عليها حزناً على والدتها؟ عفواً عفواً، "وسّعولنا بليز، يلاّ كاميرا، عليهم".