محمد دهشة

حريق مكبّ النفايات يتواصل والأسباب مجهولة

حريق النفايات يتواصل في صيدا

منذ أيام والحريق المندلع في مكبّ النفايات المستحدث داخل معمل معالجة النفايات الحديث في منطقة سينيق جنوب صيدا لم يتوقف، ينبعث منه الدخان الأبيض والروائح الكريهة، في مؤشّر أخطر من اندلاع حريق بحدّ ذاته، حيث يمكن إخماده بواسطة المياه والمواد الخاصة.

وذكرت مصادر مسؤولة في البلدية لـ»نداء الوطن» أن رئيس البلدية حازم بديع تابع مع مسؤولي المعمل تفاصيل الحريق المندلع منذ أيام لأسباب مجهولة (لم تصدر إدارة المعمل أي بيان توضيحي)، وشدّد على ضرورة إخماده سريعاً لمخاطره الصحية والبيئية على المدينة وأبنائها، خاصة بعدما شكّل غيمة بيضاء فوق المنطقة مع هبوب الرياح الناشطة، والبلدية تبلّغت أن العمل جار على إخماده عبر استقدام الأتربة، لأن المياه وحدها غير مجدية في حالة كهذه، ويبقى ينفث دخانه الأبيض نظراً لتخمّر النفايات فوق بعضها البعض، فيما شكا عدد من أصحاب المدينة الصناعية الثانية المجاورة من الروائح الكريهة وتمنع الكثير من ممارسة أعماله.

واللافت أنّ الحريق يأتي بعد اجتماع عقد بين اللجنة التشاركية لمتابعة ومراقبة أداء معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة في صيدا IBC مع ممثلي شركة fermendom وليد سعد ودومينيك سلامة، وهي الشركة المتعاقدة مع المعمل لإعادة هيكلته وهندسته ومتابعة التحسينات في أدائه وذلك بحضور بديع ومدير المعمل أحمد السيد.

كما أنه يأتي بعد انتهاء الشهر الثاني على المهلة المتفق عليها بين بلدية صيدا وإدارة المعمل، من دون الإعلان عن مصير نتائج تقرير الشهر الأول، فيما أعلنت إدارة المعمل في خطتها المقدّمة إلى بلدية صيدا، أنها ستقوم خلال الشهر الثاني بتصليح وتغيير جميع القشّاطات والمولدات ودواليب الغرابيل ما يسمح بمعالجة 200 طن يومياً.

وفي سياق آخر، وبعدما تحوّلت الكلاب الشاردة ظاهرة مزعجة ومرعبة في شوارع وأحياء المدينة بعد تكاثرها بشكل لافت، نجحت بلدية صيدا بالتعاون مع متطوعين ومتطوعات في إيجاد حل نهائي من خلال تأمين أماكن مناسبة لإيوائها تداركاً لأي أذى محتمل للمواطنين، وحماية للحيوان من أية حوادث صدم أو غيرها، ولا سيما في أماكن ومرافق ومساحات عامة.

وأوضح بديع أنّ البلدية وضعت هذا الملف على سكة الحل منذ نحو 6 أشهر، وكانت سبّاقة في هذا المجال وتم التنفيذ على مرحلتين: الأولى بدأت أواخر أيلول 2023 من خلال السماح لمجموعة متطوعات ومتطوعين من المهتمين بمعالجة موضوع الكلاب الشاردة في محيط مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية (شمال المدينة)، بإنشاء حظيرة للكلاب داخل حرم مجمع صيدون للآليات التابع لبلدية صيدا (على مساحة نحو 100 متر مربع من العقار 375 وسطاني)، حيث اشترطت البلدية حصر هذه الكلاب في الحظيرة والعناية بها وإجراء عمليات إخصاء للحد من تكاثر هذه الكلاب، وتمويل النفقات بمبادرة من أفراد المجموعة وجمعيات داعمة. وتمّ وضع التصاميم للحظيرة ومتابعتها إدارياً من قبل المهندسة الناشطة براء الحريري، وبمراقبة لأعمال التنفيذ من رئيس الدائرة الهندسية في البلدية المهندس الدكتور زياد الحكواتي. وتم نقل الكلاب الشاردة إلى الحظيرة بعد جمعها من محيط ممشى المشاة في مدينة الحريري الرياضية والذي يعتبر مقصداً لهواة الرياضة ومتنفّساً للعائلات والأطفال.

بينما في المرحلة الثانية، وقد بوشر العمل بها قبل أيام، تمّ السماح للشاب الصيداوي محمد رغيد حبلي (20عاماً)، بإنشاء حظيرة إيواء للكلاب بعد جمعها من شوارع وأحياء مختلفة ضمن نطاق مدينة صيدا ونقلها إلى الحظيرة. وقدمت البلدية قطعة أرض بعيدة عن الأماكن السكنية، وهي بتصرف البلدية بموجب مرسوم وتقع جنوبي المدينة في محلة سينيق. وبالفعل باشر الشاب حبلي بإنشاء الحظيرة بمساحة 500 متر مربع وتمّ جمع ونقل عدد من الكلاب إليها، وقد التزم برعايتها والاهتمام بها وإخصائها للحد من تكاثرها، وبتحمّل النفقات.