جوزيفين حبشي

نساء "ع أمل" يرفعن الصوت لإسقاط "السوط"

فاتن حمامة ساهمت بتغيير قانون الأحوال الشخصية في مصر، بعدما قدمت سنة ١٩٧٥ فيلم "أريد حلاًّ" الذي إعتُبر أوّل فيلم طرح قضية الخلع لتتمكن المرأة من بعده من رفع قضية خلع والحصول على حرّيتها.


نيللي كريم بدورها فتحت باب النقاش الفعلي حول تعديل قانون الحضانة، من خلال مسلسل "فاتن أمل حربي" الذي تطرّق قبل عام لقضايا المرأة بعد الطلاق، وأهمها قضية الحضانة والنفقة وكل ما يتعلّق بتداعيات الطلاق.


فهل تنجح ماغي بو غصن بدورها في فرض حركة فعلية باتّجاه تشريع قانون يمنع العنف ضد المرأة بكل أشكاله؟


"أنا مش صوتك تتسكتني"… هذا ما غنّته النجمة اليسا التي لطالما اعتبرت الفن رسالة، واستخدمت صوتها سلاحاً للدفاع عن قضايا الانسان والمرأة تحديداً.


"أنا مش صوتك تتسكتني"… هذا ما صرخت به وبأعلى الصوت كل من الممثلة ماغي بو غصن والكاتبة ندين جابر والنائب بولا يعقوبيان، اللواتي تسلّحن بالحالة غير المسبوقة التي فجّرها مسلسل "ع أمل" من تعاطف لبناني وعربي مع المرأة، ورفض لكافة انواع الظلم والقمع والعنف وصولا الى القتل الذي يطاولها على يد سلطة ذكورية تعتبر نفسها وصيّاً عليها، فقرّرن ضرب الحديد وهو حام. هل ستتمّ المصادقة على هذا القانون في المجلس النيابي؟ لن نقول ع أمل، فهكذا قانون يجب ان يُصدّق عليه فوراً، خصوصاً أن الفنّ رسالة، ومسلسل "ع أمل" استطاع تفجير حالة تسونامية على جبهات التواصل الاجتماعي، تُستعمل فيها كافة أنواع الاسلحة، من سخط ونقمة وثورة لبنانية وعربية ضد تسلّط الرجل وتخلّفه وخنقه لأنفاس امرأة خلقها الله على صورته ومثاله، كاملة وحرّة وسيّدة قرارتها وحياتها وخياراتها.


لا نريد أملاً ووعداً وكلاماً، نريد قانوناً وتنفيذاً للقانون من دون أي استثناءات ومحسوبيات. لا نريد مجتمعاً كالنعامة، يدفن رأسه في الارض، رافضاً أن يصدق ان هناك ألف امرأة وامرأة لا تزال في أيامنا هذه، تدفن أحلامها وأفكارها وصوتها وروحها، وصولاً الى جسدها الذي لم يتبق منه أي نبض كرامة وحياة.


أملنا كبير بالقانون والعدالة، وأملنا أكبر بنساء من وطننا، كاتبات، ممثلات، نائبات، مشرّعات، محاميات، صحافيات، طبيبات، أمهات، اخوات، زوجات، مناضلات لن يتوقّفن عن إعلاء الصوت، حتى يسقط "السوط".