إسرائيل تنسحب من جنوب القطاع... وتستعدّ لعملية رفح

02 : 00

نازحون يُغادرون رفح للعودة إلى خان يونس أمس (أ ف ب)

مع دخول حرب غزة شهرها السابع، سحبت إسرائيل بشكل مفاجئ كلّ قواتها من جنوب القطاع، بما في ذلك خان يونس، لكنّها أبقت على «قوّة كبيرة» في بقية أنحاء الجيب الفلسطيني المحاصر، فيما أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أن بلاده على بُعد خطوة واحدة فقط من النصر، متعهّداً عدم إعلان وقف لإطلاق النار حتى تُفرج حركة «حماس» عن جميع الرهائن. ووسط ضغوط أميركية هائلة في هذا الاتجاه، أكد نتنياهو أن «إسرائيل مستعدّة للتوصّل إلى اتفاق» هدنة، بيد أنّها «غير مستعدّة للاستسلام»، معتبراً أنّه «بدلاً من توجيه الضغوط الدولية نحو إسرائيل، وهو ما يؤدّي إلى تمسّك «حماس» بمواقفها، ينبغي توجيه ضغوط المجتمع الدولي ضدّ «حماس»، وهذا من شأنه أن يؤدّي إلى إطلاق سراح الرهائن».

في السياق، أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الجيش يستعدّ لعملية في رفح. وقال إنّ «قواتنا تستعدّ لمواصلة مهامها، بما في ذلك... في منطقة رفح»، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سحب قواته من خان يونس لأنّ «حماس لم تعُد موجودة كإطار عسكري» في المدينة.

وعلى خطّ مفاوضات الهدنة، وصل الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس «الموساد» ديفيد برنياع إلى القاهرة أمس، وفق «القناة 13» الإسرائيلية. وكشف مصدر سياسي إسرائيلي للقناة أن «الولايات المتحدة تتولّى قيادة المفاوضات»، وأنها «تُمارس ضغوطاً هائلة»، فيما قرّرت «حكومة الحرب» توسيع صلاحيات الوفد الإسرائيلي.

وتتسارع هذه التطورات وسط ضغوط داخلية من الشارع الإسرائيلي، حيث تظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس مساء أمس للمطالبة بـ»تحرير الرهائن» المحتجزين في غزة. واحتشد المتظاهرون أمام مبنى الكنيست الذي دخل في عطلة عيد الفصح اليهودي، وردّدوا شعارات مثل «أحياء أحياء وليس في نعوش» و»كلّهم أحرار الآن! صفقة الآن!». كما نُظّمت تظاهرة في ساحة تروكاديرو قبالة برج إيفل في باريس للغاية ذاتها.

وبينما يكثر الحديث عن تبادل الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، أعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية وفاة المعتقل الفلسطيني وليد دقة (62 عاماً) في أحد المستشفيات الإسرائيلية، بعدما أمضى 38 عاماً رهن الاعتقال.

وبالعودة إلى الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب القطاع، ذكر الجيش أن فرقة الكوماندوس 98 أنهت مهمّتها في خان يونس وغادرت القطاع «للراحة والاستعداد لعمليات مستقبلية»، موضحاً أن «قوّة كبيرة بقيادة الفرقة 162 ولواء ناحال» تواصل العمل في القطاع و»ستُحافظ على حرّية عمل الجيش الإسرائيلي وقدرته على القيام بعمليات استخباراتية دقيقة».

واعتبر الخبير الأمني الإسرائيلي عومر دوستري أن الانسحاب تكتيكي بحت ولا يعني أن الحرب على وشك الانتهاء، موضحاً لوكالة «فرانس برس» أنه بسبب الضغط الأميركي الكبير، فإنّ سحب إسرائيل لقواتها من جنوب غزة سيُساعدها أيضاً في مفاوضاتها مع «حماس». وتوقع أن تعود قوات الكوماندوس للقتال بعد إجلاء النازحين من رفح.

توازياً، رأى المتحدّث باسم البيت الأبيض جون كيربي أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب القطاع هو مجرّد «استراحة» على الأرجح لقواته، في وقت حذّر فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله مدير وكالة «سي آي إيه» ويليام بيرنز، من توسّع دائرة الصراع في المنطقة بشكل يضرّ بالأمن والاستقرار الإقليميَّين.

وفي الضفة الغربية، أُصيبت جندية إسرائيلية بجروح خطرة بعدما أطلق مسلّح النار عليها عند تقاطع طرق النبي إلياس على طريق 55 السريع، قبل أن يلوذ بالفرار، وفق الجيش الإسرائيلي.

إنسانيّاً، ندّدت وكالات تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإغاثية بالحصيلة المدمّرة الناجمة عن 6 أشهر من الحرب في غزة، معتبرةً أن الوضع «أكثر من كارثي»، في حين دعا مؤسّس «وورلد سنترال كيتشن» خوسيه أندريس إلى تحقيق مستقلّ في الضربة الإسرائيلية التي أسفرت عن قتل 7 عمّال في منظّمته، محذّراً من أن النزاع تحوّل إلى «حرب ضدّ الإنسانية في ذاتها».

إقليميّاً، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان محادثات في مسقط مع المتحدّث باسم المتمرّدين الحوثيين محمد عبد السلام، وجدّد التأكيد على دعم إيران للهجمات التي يشنّها الحوثيون ضدّ سفن في البحر الأحمر. وزيارة عبداللهيان لمسقط هي المحطة الأولى ضمن «جولة إقليمية».

وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن عبداللهيان «وصف الهجمات الأميركية والبريطانية ضدّ اليمن بأنها انتهاك لسيادة هذا البلد ووحدة أراضيه، وفي إطار الدعم الشامل لاستمرار جرائم الكيان الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم».

ونقلت الوزارة عن عبد السلام قوله إنّ «انتصار الكيان الصهيوني في هذه الحرب، سيكون بمثابة انهيار أمن العالم العربي»، وتشديده على أن «اليمن ماض في استهداف» السفن الإسرائيلية أو «المبحرة نحو هذا الكيان».

تزامناً، زعم الحوثيون «استهداف سفينتَين إسرائيليّتَين وأخرى بريطانية»، بعدما أفادت وكالة «أمبري» البريطانية للأمن البحري بثلاثة استهدافات قبالة سواحل اليمن خلال أقلّ من 24 ساعة، من دون أن يتّضح ما إذا كانت أي سفينة قد أُصيبت بالفعل أو تضرّرت.

MISS 3