نبيل منوال يونس

رســالـة صـوت ألصمــود

4 آب 2020

02 : 00

اسكتَ لحنُ الحضارات الصمتَ،

وبدَّد ايقاعُ الفنونِ ظلاماً كان يشعُّ على مدينة الشمس،

فاستيقظت هياكل أرهقت الزمنَ وحجَّمتهُ،

ودوَّت الحانٌ في أرضٍ أبحرَ من على شاطئهـا «النبي»، 1

وانبعث منهـا «الاعلانُ العالمي لحقوقِ الانسان»، 2

واستشهدَ عليهــا معلمٌ «من اجل لبنان»، 3

واهتدت بـ «الوصايا»، 4

وعزفت النايَ في هياكلها جارةُ القمر. 5

لن يموت وطن كتب فيــه « نشوء الامم»، 6

وودَّعه الرسَّامُ بلوحةِ « الوداع»، 7

ولن تقسَّم ارضُ «لبنان واحد لا لبنانين»، 8

ارضٌ رسمها بطريركٌ، 9

وحكمها رجلُ الاستقلالِ ووضع مع شريكه لهـا ميثاقاً، 10

ودافعَ عنها إبنُ النمرِ، 11

ومنهجَ أميرٌ بناءَهـا دولة، 12

وسيَّجهـا القرارُ 425، 13

وباركهــا سيّدٌ « من بلِد كلِّ الاديان»، 14

وعاشَ عليها صاحبُ «صخرة علقت بالنجم»، 15

وجمعَ علّامتُها « المعجم» و» الموسوعة»، 16

وأنجبت « أميرَ البيان» وموثـق النهضة، 17

ونحتَ من حجارَتِهـا في الهواءِ الطلقِ ثلاثـةٌ، 18

واستضافَت من أحب « بيروت الانثى» معتذراً، 19

وطلـعَ عليهـا « النهـار» بحريـة الكلمـة، 20

وحملت جدرانهــا لوحـات واقعية – تجريدية وأبيات شعر منفلتة متمردة، 21

وزيَّنتهـا باكورة الفن التجريدي، 22

انها أرضُ «بلـد الحُلمِ والواقــعِ معــاً». 23

إن الله يحب ارضَ «الصداقة» و «حياد لبنان»، 24

إنهـا أرضٌ قدسهــا التاريـخ وتعاقبت عليهـا ثقافات وتقاطعت فيهــا حضاراتٌ إستذكرتهـا مدينةُ الشمسِ فاستيقظت لترمـي بنفسهــا في ليلـة المهرجان مجيبــةً على إستفسارِ إبنها الذي استحضرَ ضمائرَ الماضي سائلاً،

«واين الضاربون على الصنوج

واين الراقصون على اللهيب؟» 25

فرنَّمت بعلبك «صـوت ألصمــود».