بخاش: لوضع الابتكارات الطبية في خدمة المريض والانسانية

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

ألقى نقيب أطباء لبنان في بيروت يوسف بخاش كلمة الافتتاح في اليوم الطبي المخصص للبنان في الاكاديمية الفرنسية للطب في باريس بعنوان "العلاقة بين لبنان وفرنسا في عالمي الطب والابحاث - علاقة ناجحة" لتوثيق التعاون بين القطاعين الطبيين الفرنسي واللبناني، بحضور النائبة في البرلمان الفرنسي اميليا لاكرافي، القائم باعمال السفارة اللبنانية في فرنسا زياد طعان، رئيس الجمعية الطبية اللبنانية ــ الفرنسية البروفيسور سليم عرقتنجي، الامين العام للاكاديمية الدائمة البروفسور كريستيان بويتار، رئيسة الاكاديمية البروفسورة كاترين بارتيليمي ونائب رئيس جامعة القديس يوسف السابق الأب ميشيل شويير.


وقال بخاش: "العلاقة بين لبنان وفرنسا في عالمي الطب والابحاث قديمة جداً. ويعود تاريخها إلى القرن السادس عشر عندما أستقر المبشرون اللاتينيون الأوائل في جبل لبنان. وتبعهم اليسوعيون في القرن التاسع عشر حيث بدأوا بالاهتمام بالأرض وزراعة الكرمة، وقبل كل شيء الاستثمار في التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي. وكان ذروة هذا الاستثمار إنشاء الكلية الفرنسية للطب في 30 ايار عام 1883 والتي ضمت 11 طالباً انذاك . لكن هذه الكلية واجهت العديد من التحديات خلال الحرب العظمى، حيث طُرد اليسوعيون وغادر عدد كبير من الطلاب البلاد للإلتحاق بالكليات الفرنسية".


اضاف: "خلال الحرب العالمية الثانية، كانت الأمور مختلفة ولم تنقطع أنشطة الكلية، لكن الحرب الأهلية اللبنانية اندلعت عام 1975، حيث تعرض الحرم الجامعي للقصف والتدمير والنهب، مما أدى إلى ايقافه عن التدريس. ومرة أخرى، هبت فرنسا لمساعدتنا، وكلنا نتذكر الاتفاقيات التي أبرمت مع العديد من الكليات في فرنسا، وخاصة جامعة الطب في مونبلييه، والتي سمحت لعدد كبير من الطلاب بمواصلة دراساتهم الطبية. مؤخرًا، دفع الانهيار الاقتصادي والمصرفي والاجتماعي العام 2019 وانفجار مرفأ بيروت في 2020، عدداً كبيراً من اللبنانيين عامةً والأطباء والطلبة خاصةً إلى الهجرة إلى فرنسا. هذا التقارب الطبي والعلمي الفرنسي اللبناني لا يقتصر على جامعة القديس يوسف. كليات الطب اللبنانية الست الأخرى هي جزء من جمعية العمداء وكليات الطب الناطقة بالفرنسية. وحتى جامعات بيروت الأميركية والعربية هي جزء منها، وتمضي اليوم جامعة القديس جاورجيوس على الطريق الصحيح نحو العالم الناطق بالفرنسية".



وتابع: "هناك أيضاً 19 مؤسسة وكلية أخرى مثل جامعة AUST، وجامعة AZM للعلوم والآداب في طرابلس، والمركز الوطني للبحث العلمي، والجامعة الإسلامية في لبنان وغيرها الكثير التي تتعاون في مجال البحث العلمي الناطق بالفرنسية وهي جزء من تجمع الجامعات الفرنكوفونية في العالم. وهذا التعاون، بالتأكيد ناجح جدًا، حتى الآن. والدليل الحي على ذلك هو أجندة العروض ومستوى مختلف المداخلات الفرنسية اللبنانية والمتحدثين في هذا اليوم الاستثنائي".



وأردف: "ولكن إذا كانت الفرنكوفونية روحًا، فإن المجال الطبي الناطق بالفرنسية ببلدانه الـ 88 هو خلية حية ذات إمكانات بشرية وفكرية مبتكرة في طليعة التكنولوجيا وهياكل الدولة التنظيمية، وكل ذلك في خدمة المريض والإنسانية. ولهذا السبب أردت تنظيم قمة الصحة الفرنكوفونية يومي 8 و9 تشرين الثاني في لبنان، تحت شعار "الصحة الرقمية" بمشاركة البلدان الناطقة بالفرنسية للبحث في كيفية إستخدام التكنولوجيا الرقمية لعلاج أفضل والشفاء بشكل أفضل".



وختم: "أنتم مدعوون جميعاً للمشاركة، واليوم أدعو الأكاديمية الفرنسية للطب للحضور والتفكير معنا حول مكانة أخلاقيات الطب وآداب المهنة في الصحة الرقمية، وباسم نقابة الاطباء وجميع الأطباء اللبنانيين، أتمنى لكم مؤتمراً طبياً ناجحاً ومثمراً".