جورج بوعبدو

سام لحود مفتتحاً الدورة السابعة من مهرجان "بيروت الدولي لسينما المرأة": قد نُقتَل معنوياً ولكننا لن ننتحر

15 نيسان 2024

02 : 05

تحت شعار «نساء من أجل القيادة»، إنطلق البارحة في «كازينو لبنان» مهرجان «بيروت الدولي لسينما المرأة» بنسخته السابعة (يستمر حتّى 19 الجاري) والذي ينظمه «مجتمع بيروت السينمائي» برعاية وحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري بالتعاون مع «سيدرز آرت برودكشن» (الصبّاح إخوان) للإنتاج، وبحضور حشد فني وثقافي من الطراز الرفيع حيث شكل كبار الممثلين والفنانين قيمة مضافة لهذا الحدث الذي ساهم في لمّ شمل السينما اللبنانية على مدى سبعة أعوام متتالية متحدياً الظروف الصعبة والأحداث الأليمة في البلاد والمنطقة.



اعتاد المهرجان أن يكرم سنوياً احد أعلام السينما في لبنان والوطن العربي، وحلّت في هذه النسخة الممثلة المصرية القديرة يسرا ضيفة شرف، فكرمت تقديراً لمسيرتها الحافلة بالنجاحات. وانطلقت الدورة السابعة على وقع النشيدين اللبناني والمصري وفيلم مصور للموسيقي ميشال فاضل. بعدها قدمت الاعلامية نسرين ظواهرة لمحة عامة تعريفية عن المهرجان وتاريخه وعناصره، مرحبةً بملكة جمال لبنان والوصيفة الاولى لملكة جمال العالم ياسمينا زيتون التي انضمت منذ 4 سنوات الى «مجتمع بيروت السينمائي». وشكرت ياسمينا مؤسس ومدير المهرجان سام لحود على الدعم والحب الذي أظهره وفريق العمل، مرحبةً بيسرا قائلةً: «نورتي لبنان... أهلا بهالطلة».

بدوره، رحب مكاري بالموجودين قائلاً: «هذا الحدث يتوج بيروت كعاصمة الثقافة والفن والارادة وحب الحياة رغم كل الصعوبات والتحديات»، مرحباً ترحيباً خاصاً بيسرا.

بعدها، عرض فيلم مصور عن «مجتمع بيروت السينمائي» ورؤيته في تحفيز الانتاج السينمائي وإنشاء مدينة سينمائية بالتعاون مع الوزارات المختصة والجامعات. وقدم التينور pavo اغنية Lady و»زيديني عشقاً» وغيرهما من الاغنيات التي تخص المرأة. كما كرّم المنتج صادق الصباح وعرضت منحوتة للنحات رودي رحمة.

والقى مدير المهرجان سام لحود كلمة مؤثرة ركز فيها على العلاقة القوية التي تربط بين لبنان ومصر خصوصاً على الصعيدين الفني والسينمائي واثنى على اصرار يسرا على البقاء في لبنان رغم الاحداث الاليمة وطبول الحرب التي قرعت في المنطقة مؤكداً انها بذلك تحولت جسراً من الصمود للبنان وللمنطقة ولمئات السينمائيين اللبنانيين الشباب.

وكان لافتاً في كلمة لحود اللفتة التي قام بها لذكرى الحرب الاهلية اللبنانية التي صودفت قبل يوم من انطلاق المهرجان فشارك الحضور قصته الشخصية حين اضطر وهو في ريعان الثامنة وبعد قتل والده برصاص الحرب الى الاهتمام بشؤون العائلة متحولاً بين ليلة وضحاها الى «رجل البيت» فعاش طفولة من الاعباء والمسؤوليات بدلاً من اللعب واللهو. ومنذ ذلك اليوم قطع على نفسه وعداً بألا يدّخر وسعاً للتأكد من عدم حصول ما حدث له للآخرين كي لا يحرم اي طفل من براءته. وهكذا مضى لحود بمسيرته في الجامعة وفي كافة الساحات زارعاً شغفه للافلام في طلابه؛ مصراً على نقل الصورة الى الآخرين ...»سألوني ان كنت سأوقف المهرجان بعد ما حصل من احداث فأجبتهم أن الحرب هي التي يجب ان تتوقف من اجل المهرجان. اخبروا قصصكم... اخبروها للناس... حولوها الى افلام... وقولوا بملء الصوت لطبول الحرب ان تخرس فنحن شعب يستحق الفرح والحياة... قد نتعرض للقتل ولكننا لن ننتحر!»؛ قال لحود بابتسامة عريضة فنال تصفيقا حاراً من الحضور.

بعدها عرض فيلم وثائقي يروي سيرة حياة الممثلة يسرا من تعليق الممثلة كارمن لبس وبيتي توتل وغيرهما من النجوم اللبنانيين مبدين اعجابهم ومنوهين بصمودها في وجه التحديات، لتكرم الأخيرة وسط تصفيق الحضور. وقدم كورال الفيحاء برئاسة المايسترو بلركيف تاسلاكيان اغنية «تلات دقات» ليسرا بأسلوب راقٍ نال الاعجاب.

وقالت يسرا: «عشت من خلال هذا التكريم كل تفاصيل حياتي، ذكرياتي، أوجاعي، ضحكاتي، نجاحاتي وفشلي، وكنت سأحزن كثيراً لو أنني لم احضر اليوم وأشارككم هذا الحدث»، أحبكم من قلبي واحب قوتكم»، متوجهةً الى الحضور بالقول: «أنتم كلبنانيين الأفضل بالفن والشعر والتمثيل والموضة... أشكركم من قلبي على كل شيء».




ميشال فاضل (تصوير رمزي الحاج)



يشهد المهرجان عرض 73 فيلماً طويلاً وقصيراً من 35 دولة، بين الروائي والوثائقي والمتحرّك والراقص. كما يقدّم فرصة لتدريب شابات متخرّجات من المعاهد السينمائية، من خلال ورشات عمل مكثَّفة على مدى عام كامل في لبنان وخارجه.

تحوز الأفلام اللبنانية على مساحة لا يُستهان بها من العروض، من بينها 12 فيلماً روائياً طويلاً، و10 وثائقيات، إضافة إلى أخرى من فئة الأفلام القصيرة.

وتطلّ المخرجة والممثلة نادين لبكي في أحد هذه الأفلام بعنوان «وحشتيني» للمخرج السويسري من أصل مصري تامر روجلي، تشاركها فيه الفرنسية فاني أردان؛ وهو إنتاج مصري - سويسري، تشهد بيروت عرضه الأول. كما يشارك في المهرجان، الفيلم التونسي «بنات ألفة» لكوثر بن هنية، ويحضر حفل عرضه وفد تونسي من «مهرجان قرطاج السينمائي». ومن المغرب، يشارك فيلم «كذب أبيض» لأسماء المدير، بعدما حصد جائزة «النجمة الذهبية» في «مهرجان مراكش السينمائي»عام 2023، ورُشِّح لـ»الأوسكار».

تُعرَض جميع الأفلام في صالات «غراند سينما»- ضبيّه، وتشمل حلقات حوارية مع ضيوف يعملون في الصناعة السينمائية من مختلف الدول. وفي 19 الجاري، تختتم الفعاليات بحفل توزيع الجوائز على الأفلام الفائزة. وتتولّى لجنة تحكيم مؤلفة من 18 عضواً من كبار صنّاع السينما وممثلين وفنانين هذه المَهمّة من بينهم كارمن لبس، جورج خباز، زينة دكاش، جمال فياض، اسمى غراي، اسامة عبد الفتاح، نيكولا معوض، ستيفاني عطاالله، سمير حبشي، دانييلا رحمة، بديع ابو شقرا...



ملكة جمال لبنان ياسمينا زيتون (تصوير رمزي الحاج)





النجمة يسرا (تصوير رمزي الحاج)




(تصوير رمزي الحاج)






MISS 3