الذكاء الإصطناعي يفسّر سبب إختفاء الكائنات الفضائية

02 : 00

بدأ الذكاء الاصطناعي يفرض وجوده بآلاف الطرق المختلفة، فهو يساعد العلماء على فهم كميّات هائلة من البيانات، ويسهم في رصد عمليات الاحتيال المالي، ويقود سياراتنا، ويقترح علينا الموسيقى، وتثير روبوتات الدردشة العاملة بهذا النظام جنوننا. لكنها مجرّد بداية... إلى متى سيتابع الذكاء الاصطناعي تطوّره بهذه السرعة؟ إذا كان الجواب عن هذا السؤال سلبياً، فهل يعني ذلك أن مفهوم «المرشح العظيم» صحيح؟

تشير «مفارقة فيرمي» إلى التناقض القائم بين احتمال وارد ظاهرياً حول وجود حضارات متقدّمة وغياب أي أدلة على وجودها. طُرِحت حلول عدة لتفسير ذلك التناقض، أبرزها مفهوم «المرشح العظيم».

هذا المفهوم هو عبارة عن حدث أو موقف افتراضي يمنع الكائنات الحية الذكية من الانتشار بين الكواكب والنجوم، حتى أنه قد يؤدي إلى هلاكها. تتعدّد الأمثلة على هذه الأحداث، منها التغيّر المناخي، والحروب النووية، واصطدام الكويكبات، وانفجارات السوبرنوفا، والأوبئة، وأي نوع آخر من الأحداث الكارثية.

حتى الآن، ينشط الذكاء الاصطناعي ضمن الحدود التي يرسمها البشر. لكن قد لا يستمرّ هذا الوضع. لا نعرف متى ستتحوّل هذه التقنية إلى ذكاء اصطناعي خارق، حتى أن قدرتها على تحقيق هذا الإنجاز ليست مؤكدةً بعد. لكن لا يمكن تجاهل هذا الاحتمال. يقودنا هذا الوضع إلى استنتاجَين متداخلَين.

يتعلق الاستنتاج الأول بضرورة أن تتعامل البشرية بجدّية متزايدة مع مشاريع السفر إلى الفضاء. قد يبدو هذا الاحتمال بعيد المنال، لكن يعرف المطّلعون على الوقائع أن الأرض لن تبقى صالحة للسكن إلى الأبد. لا مفرّ من أن يهلك البشر إذا لم ينتشروا في الفضاء بسبب مشاكل من صنعهم أو لأسباب طبيعية.

أما الاستنتاج الثاني، فهو يرتبط بتشريع الذكاء الاصطناعي وإدارته: إنها عملية شاقة في عالمٍ يستطيع فيه المختلّون أن يسيطروا على دول كاملة ويميلوا إلى شنّ الحروب.

من دون فرض قواعد عملية، يرتفع احتمال أن يطرح الذكاء الاصطناعي تهديداً خطيراً على مسار حضارتنا التقنية مستقبلاً وجميع الحضارات التقنية الأخرى أيضاً.

يتوقف استمرار الحياة الذكية والواعية في الكون إذاً على تطبيق تدابير تنظيمية دولية وبذل المساعي التكنولوجية اللازمة في الوقت المناسب.

MISS 3