طوني فرنسيس

بيع وشراء في سوق المشاعر العربية والإسلامية

20 نيسان 2024

02 : 00

الأسبوع الماضي استفاقت الحكومة التركية على اتخاذ قرار بوقف تصدير أكثر من 40 مُنتَجاً إلى إسرائيل. تركيا التي تقيم علاقات وثيقة مع إسرائيل وإيران وروسيا والحلف الأطلسي، تنبّهت إلى حجم تبادلاتها مع إسرائيل ليس بسبب حرب هذه الأخيرة على غزة، فالحرب مستمرة منذ أكثر من نصف سنة، بل بسبب تحوّل غزة إلى مادة في الصراع السياسي التركي الداخلي، حيث يقال إنّها كانت أحد أسباب تراجع الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان وحزبه في الانتخابات البلدية الأخيرة. وبسببها لم تتوقف هجمات المعارضة على أردوغان بعد الانتخابات.

إتهمت المعارضة شركة «بايكار» لإنتاج الأسلحة، وأحد أركانها سلجوق بيرقدار صهر الرئيس، ببيع وقود الطيران إلى إسرائيل. ردّ أردوغان كان النفي، وفي هجمة سياسية مضادة، اتصل برئيس «حماس» إسماعيل هنية معزياً بوقوع عدد من أبنائه وأحفاده، وحرص الجانبان أن يكون اتصال العزاء مصوراً فيما كان خالد مشعل يجلس قرب هنية، ليجري لاحقاً توزيع فيديو المكالمة بسخاء.

بعد الاستعراض الإيراني الصاروخي ضد إسرائيل، كان على تركيا الاردوغانية أن تبرز المزيد من أفعال التضامن في السباق مع إيران على التكسب في شارع العواطف الفلسطينية والعربية والإسلامية طبعاً. أوفد الرئيس التركي وزير خارجيته هاكان فيدان للقاء قادة «حماس» في الدوحة إضافة إلى المسؤولين القطريين. وفي اليوم التالي أعلن بفرح أمام أعضاء حزبه أنه سيستضيف نهاية هذا الأسبوع من أسماه «زعيم القضية الفلسطينية» إسماعيل هنية...

السوق مفتوح. من دخله باع واشترى. وفي آخر الصفقات أنّ رداً اسرائيلياً على إيران تمّ برعاية أميركية مثل الرد الطهراني على إسرائيل، وأنّ الرد الإيراني ذاك وصلت أخباره مسبقاً إلى المعنيين عبر قاعدة الرادار الأطلسي جنوب تركيا، وهي غير قاعدة انجرليك التي تأوي السرب الأميركي الجوي المقاتل ٣٩...

MISS 3