إستيقاظ نجم مغناطيسي غريب بعد سبات دام عشر سنوات

02 : 00

زادت غرابة واحد من أغرب النجوم في مجرة درب التبانة. يحمل هذا النجم المغناطيسي اسم XTE J1810-197، وقد اكتشفه العلماء في العام 2003 حين كان يقذف موجات راديوية بطريقة فوضوية. ثم توقّف نشاطه بكل بساطة في العام 2008 وتوارى عن الأنظار. لكنه عاد للظهور مجدداً في العام 2018 وبدت الأشعة التي يبثها غريبة هذه المرة.



حلل العلماء حديثاً تلك الموجات الراديوية في تقريرَين منفصلَين، وتبدو استنتاجاتهم مثيرة للاهتمام. انحرفت الانبعاثات الكهرومغناطيسية منخفضة التردد بطريقة غير مسبوقة، وبدأ النجم يتمايل على ما يبدو.

تُعتبر جميع النجوم مميزة على طريقتها الخاصة، لكن قد تكون النجوم المغناطيسية الأغرب بينها. إنها نجوم نيوترونية حديثة العهد، وهي عبارة عن نوى منهارة داخل نجوم ضخمة وميتة مرّت بظاهرة السوبرنوفا وقذفت معظم موادها خلال انفجار هائل. تنهار النواة المتبقية تحت تأثير الجاذبية وتكون كثيفة بدرجة لافتة.

قاس الباحثون في دراستهم الجديدة خاصية الاستقطاب في الأشعة التي يبثها النجم، ما يشير إلى ذبذبات الضوء التي تصل إلينا وتسير في اتجاه محدّد. من الطبيعي أن يكون ضوء النجم المغناطيسي مستقطباً، فهو يدور تحت تأثير الحقل المغناطيسي القوي الذي يضطر للمرور به قبل الوصول إلينا.

تشير النتائج الجديدة إلى وجود بلازما شديدة السخونة فوق القطب المغناطيسي للنجم، وهو أشبه بفلتر استقطاب. لكن لم يتّضح بعد ما تقوم به البلازما لتنفيذ هذه العملية.

إكتشف الباحثون أن عملية الاستقطاب تشير إلى حصول تحوّل في وجهة النجم المغناطيسي تجاه الأرض. لكن تباطأ دوران المحور خلال الأشهر القليلة اللاحقة قبل أن يتوقف بالكامل.

يظن الباحثون أن السبب يتعلق على الأرجح بحصول تمزّق في سطح النجم، ما قد يجعله يتمايل مؤقتاً وينتج جزيئات شديدة السخونة في الحقل المغناطيسي. لكن إذا صحّت هذه الفرضية وكانت تلك العملية طبيعية في النجوم المغناطيسية، قد يدحض الاكتشاف الجديد النظرية القائلة إن النجوم المغناطيسية المتباطئة تقذف النبضات الراديوية النادرة والسريعة والمتكررة التي يرصدها العلماء من وقتٍ لآخر.

لكن قد يشير تباطؤ دوران النجوم المغناطيسية أيضاً إلى البنية الداخلية للنجوم النيوترونية، وهي معلومة على صلة بطريقة فهمنا للمواد عموماً.

MISS 3