"حرب غزة" تُوَتِّر الأجواء داخل جامعات في الولايات المتحدة!

"الطوفان" يُطيح حاليفا... والأوروبّيون لزيادة العقوبات على طهران

02 : 00

"مخيّم تضامن مع غزة" داخل جامعة كولومبيا في نيويورك أمس (أ ف ب)

مع مرور 199 يوماً من الحرب، أطاح «طوفان الأقصى» بالأمس رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أهارون حاليفا الذي «طلب التنحّي من منصبه بالتنسيق مع رئيس هيئة الأركان لمسؤوليته القيادية كرئيس لشعبة الاستخبارات عن أحداث السابع من تشرين الأوّل»، وفق الجيش الإسرائيلي، فيما يُعتبر حاليفا الذي يخدم في الجيش منذ 38 عاماً، أوّل مسؤول رفيع المستوى يستقيل من منصبه لفشله في منع الهجوم الذي شنّته حركة «حماس» على «غلاف غزة».

وسيُحال حاليفا إلى التقاعد «بمجرّد تعيين خليفته في عملية منظمة ومهنية»، بحسب بيان الجيش الإسرائيلي. وفي كتاب استقالته، أكد حاليفا تحمّله مسؤولية الفشل في منع وقوع الهجوم، معتبراً أن «قسم الاستخبارات تحت قيادتي لم يرقَ إلى مستوى المهمّة التي أوكلت إلينا». وإذ قال: «أحمل ذاك اليوم الأسود معي منذ ذلك الوقت، يوماً بعد يوم، وليلة بعد ليلة، سأحمل معي إلى الأبد الألم الرهيب للحرب»، دعا إلى إجراء «تحقيق شامل في العوامل والظروف» التي سمحت بوقوع الهجوم.

وفي قطاع غزة، ما زالت أهوال «المقابر الجماعية» تتكشّف، حيث أفاد الدفاع المدني الفلسطيني أنه أخرج في الأيام الثلاثة الأخيرة نحو 200 جثة لأشخاص قتلتهم القوات الإسرائيلية ودفنتهم في مقابر جماعية في مجمّع مستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس، وفق وكالة «فرانس برس»، بينما كشف مسؤولان آخران في غزة أنه تمّ إخراج 283 جثة منذ السبت.

أمّا في القدس، فتحدّثت الشرطة الإسرائيلية عن إصابة مدنيَّين بجروح طفيفة جرّاء عملية دهس هزّت المدينة، مشيرةً إلى أنها أوقفت شخصَين يُشتبه في تنفيذهما الهجوم الذي تزامن مع بدء إجازة عيد الفصح اليهودي. وأكدت أنها تمكّنت من اعتقال منفّذَي الهجوم وعثرت على «سلاح بدائي» على طريق هروبهما.

وأظهر مقطع فيديو متداول عبر مواقع إخبارية إسرائيلية مركبة بيضاء تدهس مجموعة من الأشخاص عند زاوية أحد الشوارع، قبل أن تصطدم بمركبة ثانية متوقفة ويخرج منها رجلان. وحاول المهاجمان إطلاق النار من سلاح كان بحوزتهما من دون أن ينجحا في ذلك، قبل أن يبتعدا عن الموقع سيراً.

تزامناً، اعتقل الجيش الإسرائيلي، الفلسطيني أحمد دوابشة الذي يُشتبه في ضلوعه في مقتل الراعي والمستوطن بنيامين أحميئير، في حادث أدّى إلى تصاعد العنف في شمال الضفة خلال الشهر الحالي.

وفي مخيّم نور شمس في الضفة، ما زال السكان يبكون قتلاهم الـ14 في العملية الإسرائيلية الأخيرة، وتحدّثوا عن عنف غير مسبوق في تاريخ المواجهات الإسرائيلية - الفلسطينية في المنطقة. وبينما بدأ بعض الفلسطينيين بإزالة الأنقاض وإصلاح منازلهم المحطّمة، ظلّ آخرون في حال صدمة.

توازياً، خلصت مراجعة مستقلّة لأداء وكالة «الأونروا» إلى أن هذه الهيئة تُعاني من «مشكلات تتّصل بالحيادية»، لافتة إلى أن إسرائيل لم تُقدّم بعد «أدلّة» تدعم اتّهامها عدداً كبيراً من أفراد طاقمها بالارتباط بـ»منظّمات إرهابية». وأشارت المراجعة التي ترأست لجنتها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا إلى أن الوكالة «لا بديل منها على صعيد التنمية الإنسانية والاقتصادية للفلسطينيين».

في الأثناء، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يُريد «تفادي تدهور» الوضع في الشرق الأوسط، مكرّراً عزمه على «تشديد الإجراءات لمواجهة أفعال إيران المزعزعة للاستقرار»، وفق الرئاسة الفرنسية التي أوضحت أن ماكرون كرّر دعوته إلى «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار»، وكرّر أيضاً «معارضته الحازمة لهجوم إسرائيلي على رفح».

وخلال اتصال هاتفي منفصل بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، اعتبر ماكرون أن هجوماً مماثلاً سيؤدّي إلى «نزوح قسري للسكان نحو سيناء». وحذّر الرئيسان من «خطورة انزلاق المنطقة إلى حال واسعة من عدم الاستقرار»، وفق الرئاسة المصرية.

وعلى خطّ العقوبات الغربية على إيران والتوترات الإقليمية، كشف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن وزراء خارجية الاتحاد اتفقوا من حيث المبدأ على زيادة العقوبات الحالية على طهران وتوسيعها، في وقت استهدفت فيه طائرة مسيّرة القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق، من دون التسبّب في وقوع أضرار أو إصابات.

وكانت قد أطلِقت صواريخ من شمال العراق في اتجاه قاعدة الرميلان التابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا مساء الأحد، فيما ذكر التحالف أنّه دمّر قاذفة صواريخ في عملية «دفاع عن النفس» بعد «هجوم صاروخي فاشل».

وفي أميركا، أمرت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق بأن تُعطى الدروس عبر الإنترنت أمس، بعد اضطرابات شهدها حرم الجامعة نهاية الأسبوع الماضي على خلفية «حرب غزة». وأقامت مجموعة كبيرة من المتظاهرين «مخيّم تضامن مع غزة» في المؤسّسة المرموقة في نيويورك، فيما تحدّثت شفيق عن أن «هناك العديد من الأمثلة على الترهيب والسلوكيات القائمة على المضايقات في حرمنا» وسط تقارير عن ترهيب وخطاب كراهية ومعاداة السامية.

وكشفت شفيق أنها ستُنشئ مجموعة عمل تضمّ موظّفي الجامعة في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة التي تجذب الطلاب وغيرهم على السواء. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الاحتجاجات امتدّت إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ميشيغن، في وقت أوقف فيه 47 شخصاً على الأقلّ خلال تظاهرة في جامعة يال.

MISS 3