الإعدام لمغنّي الراب الإيراني توماج صالحي لدعمه "ثورة الحرّية"!

وحيدي مطلوب من "الإنتربول" بناء على طلب الأرجنتين

02 : 00

وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي (أ ف ب)

طلبت الأرجنتين الثلثاء من الإنتربول توقيف وزير الداخلية الإيراني والرئيس السابق لـ»فيلق القدس» التابع لـ»الحرس الثوري» أحمد وحيدي، بتُهمة ضلوعه في التفجير الذي استهدف مركزاً يهوديّاً في بوينس آيرس عام 1994 وأسفر عن سقوط أكبر عدد من القتلى في تاريخ الأرجنتين. وأشارت وزارة الخارجية الأرجنتينية إلى أن وحيدي هو حاليّاً في عداد وفد إيراني يزور باكستان وسريلانكا وقد أصدر «الإنتربول»، بناء على طلب الأرجنتين، نشرة حمراء بحقّه، مشيرةً إلى أنها طلبت أيضاً من حكومتَي باكستان وسريلانكا توقيف الوزير الإيراني وتسليمها إيّاه.

ويأتي ذلك بعدما حمّلت محكمة أرجنتينية في 12 من الحالي، إيران في عهد الرئيس علي أكبر هاشمي رفسنجاني، بالإضافة إلى مسؤولين إيرانيين آخرين وأعضاء في «حزب الله» اللبناني، المسؤولية عن هجوم بشاحنة محمّلة بالمتفجرات استهدف مركز «الجمعية التعاضدية الإسرائيلية - الأرجنتينية» «أميا» في العاصمة وأسفر عن مقتل 85 شخصاً وإصابة 300 آخرين بجروح، واصفةً الهجوم على مركز الجمعية بأنه «جريمة ضدّ الإنسانية».

وفي هذا الإطار، أكدت الخارجية الأرجنتينية في بيان وقعته وزارة الأمن أيضاً أنها «تسعى إلى اعتقال دولي للمسؤولين» عن الهجوم «الذين ما زالوا في مناصبهم مع إفلات تام من العقاب»، مشيرةً إلى أن «أحدهم هو أحمد وحيدي المطلوب من قبل القضاء الأرجنتيني بصفته أحد المسؤولين عن الهجوم على الجمعية».

وكان القضاة الأرجنتينيون قد نظروا في حكمهم هذا الشهر في الوضع الجيوسياسي عند وقوع الهجمات ووجدوا أنها تتوافق مع مواقف السياسة الخارجية تجاه إيران في عهد الرئيس الأرجنتيني آنذاك كارلوس منعم. وخلصت المحكمة إلى أن «أصل الهجمات يكمن في شكل أساسي في القرار الأحادي الذي اتخذته الحكومة، جرّاء التغيير في السياسة الخارجية لبلادنا بين أواخر 1991 ومنتصف 1992، لإلغاء 3 عقود لتوريد المعدّات والتكنولوجيا النووية المبرمة مع إيران»، فيما حمّلت المحكمة إيران أيضاً مسؤولية هجوم آخر عام 1992 على السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس.

في المقابل، أكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن بلاده «تُدين بشدّة تكرار الطلبات غير القانونية المبنية على أكاذيب من قِبل بعض القضاة الأرجنتينيين في شأن مواطنين إيرانيين» في قضية «أميا»، فيما حط رئيسي أمس في سريلانكا التي يزورها قادماً من باكستان من دون وحيدي الذي كان برفقته في إسلام آباد. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أن وحيدي عاد إلى إيران الثلثاء، حيث حضر مراسم تنصيب حاكم منطقة.

وخلال تدشينه مجمع «أوما أويا» للطاقة الكهرمائية الذي تموله إيران جزئياً وتبنيه شركة «فاراب» الإيرانية في جنوب سريلانكا، أكد رئيسي أن «سريلانكا الدولة الصديقة هي من قامت بتمويل ومتابعة المشروع، بينما قدّمت إيران الإمكانات الفنية والهندسية والعلمية والمعرفية»، لافتاً إلى أن «العدو لا يُريد التقدّم للجمهورية الإسلامية، إلّا أن إرادة الشعب الإيراني أفشلت مؤمراته ودفعت بالبلاد نحو الأمام»، فيما توجّه إلى كولومبو لإجراء محادثات مع نظيره السريلانكي رانيل ويكريميسينغه، الذي أكد أن زيارة رئيسي ترمز إلى «التعاون بين البلدين في الجهود المهمة في سبيل البنى التحتية».

إلى ذلك، حكمت «محكمة أصفهان الثورية» في إيران بالإعدام على مغني الراب الشهير المعتقل منذ أكثر من عام ونصف توماج صالحي البالغ 33 عاماً، بتُهمة «الفساد في الأرض» بسبب دعمه ثورة «إمرأة، حياة، حرّية» والمعروفة أيضاً بـ»ثورة الحرّية» التي اندلعت في البلاد عام 2022، حسبما نقلت صحيفة «شرق» الإيرانية عن محامي المغني أمير رئيسيان، الذي أكد أن المحكمة الثورية اتهمت صالحي بـ»التحريض على الفتنة والتجمّع والتآمر والدعاية ضدّ النظام والدعوة إلى أعمال شغب».

في الموازاة، غادر وفد اقتصادي كوري شمالي برئاسة وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية يون جونغ هو، بيونغ يانغ متوجّهاً إلى إيران الإثنين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أمس. وأكد كبير المحلّلين في «المعهد الكوري للتوحيد الوطني» هونغ مين لوكالة «فرانس برس» أن الزيارة تُشير إلى نية بيونغ يانغ توسيع وتعميق علاقاتها مع طهران، ربّما من خلال تزويدها بالأسلحة التي قد تكون ضرورية في مواجهتها مع إسرائيل.

MISS 3