مخطوطة «"فوينيتش" تكشف أسراراً جنسية خفيّة من العصور الوسطى

02 : 00

لطالما حيّرت مخطوطة «فوينيتش» المؤرخين وعامة الناس. تعود هذه الوثيقة إلى أواخر العصور الوسطى، وهي تعجّ برسوم لنجوم وكواكب، ونباتات، ورموز الأبراج الفلكية، ونساء عاريات، وسوائل زرقاء وخضراء. لكن بقي النص بحد ذاته مُشفّراً وغير مفهوم.



من خلال تحليل الرسوم التوضيحية في «فوينيتش»، يفترض الباحثون الآن أن رسمة Rosettes (الورود)، وهي الأكبر والأكثر تفصيلاً في المخطوطة، تعكس الأفكار التي كانت سائدة عن الجنس والحَمْل في أواخر العصور الوسطى.

تتماشى هذا الفرضية مع الثقافة الذكورية السائدة في تلك الحقبة، وتعالج عدداً كبيراً من التناقضات الواضحة في المخطوطة، وتسمح أيضاً بتحديد جزء كبير من خصائص الرسوم الواردة فيها.

في ذلك العصر، ظن الكثيرون أن الرحم يتألف من سبع حجرات وأن المهبل يشمل فتحتَين (خارجية وداخلية). يبدو أن الدوائر التسع الكبيرة في رسمة «الورود» تمثّل هذه المناطق، وتشير الدائرة الوسطى إلى الفتحة الخارجية والدائرة الواقعة في أعلى اليسار إلى الفتحة الداخلية. أما الدوائر الخارجية الثماني، فهي مزوّدة بأطراف ناعمة لأنها تمثّل بنية الجسم الداخلية، بينما تتّسم الدائرة الوسطى بطرف مسنّن للدلالة على بنية الجسم الخارجية.

كان الأطباء حينها يظنون أيضاً أن الحَمْل يتطلب عنصراً ذكورياً وآخر نسائياً، وقد حمل كلاهما اسم «الحيوان المنوي». هما يظهران في الرسمة باللون الأصفر (للذكور) والأزرق (للإناث).

يقال أيضاً إن الرحم كان يشمل شوكتَين يمكن رؤيتهما في الدوائر الواقعة في أعلى اليمين وأسفل اليمين. كذلك، قد تعكس القِلاع وأسوار البلدة شكلاً من التلاعب بالكلمة الألمانية schloss التي تحمل عدداً من المعاني، منها «قلعة»، و»قفل»، و»الأعضاء التناسلية النسائية»، والحوض النسائي».

أخيراً، تعكس الشمسان في أعلى اليسار وأسفل اليمين على الأرجح قناعة أرسطو بأن الشمس تمنح دفئاً طبيعياً للجنين خلال أولى مراحل نموه. لم يفهم الخبراء بعد جميع خصائص هذه الرسمة، لكن يستحق التفسير الآنف ذكره التدقيق. يأمل الباحثون في إجراء أبحاث مستقبلية حول المخطوطة انطلاقاً من هذه التفسيرات. عند جمع أدلة كافية، قد نتمكن أخيراً من فك شيفرة هذا النص الشائك.

MISS 3