واشنطن تستأنف ضخّ الأسلحة إلى أوكرانيا... وكييف تضرب العمق الروسي

02 : 00

أطفال أوكرانيون مع عائلاتهم في الدوحة أمس (أ ف ب)

بعد ساعات قليلة من إقرار مجلس الشيوخ الأميركي بغالبية كبيرة حزمة مساعدات عسكرية واقتصادية ضخمة لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان بقيمة إجمالية بلغت 95 مليار دولار، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن أمس على الخطة الواسعة لتقديم المساعدات لحلفاء واشنطن، خصوصاً لأوكرانيا التي بلغت حصتها 61 مليار دولار، مؤكداً أن الدفعة الأولى من المعدّات العسكرية ستُغادر إلى كييف «في الساعات المقبلة»، بينما كشفت الخارجية الأميركية أن صواريخ «أتاكمس» بعيدة المدى أُرسلت إلى أوكرانيا خلال الشهر الحالي.

وشدّد بايدن على أنه «لن ننحني أمام أحد وطبعاً ليس أمام فلاديمير بوتين». وحذّر من أنه «لا نتخلّى عن حلفائنا بل ندعمهم ولا نسمح للطغاة بالانتصار بل نُعارضهم ولا نُشاهد التطورات في العالم بل نحن نُشكّلها»، لافتاً إلى أن «هذا ما يعنيه أن تكون قوّة عالمية عظمى». واعتبر أن خطّة المساعدات التي أقرّت «ستجعل أميركا أكثر أماناً والعالم أكثر أماناً وستضمن الريادة الأميركية في العالم والجميع يعرف ذلك»، مؤكداً أنها «استثمار في أمننا الذاتي».

في السياق، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه «مهما قيل، نحن نتلقّى الدعم الذي نحتاج إليه وهو الضروري بالنسبة إلينا لنستمرّ في حماية الأرواح من الهجمات الروسية»، واعداً «ببذل كلّ الجهود لتعويض» تأخّر هذه المساعدات، بينما قلّل المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف من تأثير هذه المساعدات، مدّعياً أن «كلّ الدفعات الجديدة من الأسلحة جاهزة بالتأكيد ولن تُغيّر الوضع على الجبهة». بالتوازي، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان: «من المحتمل بالتأكيد أن تتمكّن روسيا من تحقيق مكاسب تكتيكية إضافية في الأسابيع المقبلة».

في الأثناء، تعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والمستشار الألماني أولاف شولتز خلال مؤتمر صحافي مشترك في برلين، دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا «طالما استغرق الأمر»، رغم تجديد شولتز رفضه تسليم صواريخ «توروس» بعيدة المدى إلى كييف. وأشاد سوناك بـ»فصل جديد» في العلاقات بين بريطانيا وألمانيا، متحدّثاً عن خطط لمحاولة مشتركة لتطوير أنظمة مدفعية «هاوتزر» يجري التحكّم فيها من بُعد وتُركّب على مركبات «بوكسر» المدرّعة.

ميدانياً، استهدفت مسيّرات أوكرانية مستودعَين للنفط في منطقة سمولنسك في غرب روسيا على بُعد حوالى 400 كيلومتر من الحدود، حسبما كشف مصدر دفاعي أوكراني لوكالة «فرانس برس»، مؤكداً معلومات روسية. وأشار إلى أن شركة النفط الروسية «روسنفت» «خسرت قاعدتين لتخزين الوقود والمشحّمات وضخّها في يارتسيفو ورازدوروفو»، كانتا تحتويان على «26 ألف متر مكعّب من الوقود».

واستهدف هجوم آخر بمسيّرات المنطقة الاقتصادية الخاصة في مدينة ليبتسك الواقعة أيضاً على بُعد حوالى 400 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، لكن في اتّجاه الجنوب والتي تضمّ خصوصاً شركات تعدين وصيدلة، بحسب حاكم المنطقة إيغور أرتامونوف، بينما لم يدل المصدر الأوكراني بأيّ تعليقات على الهجوم في ليبتسك.

تزامناً، أكدت مفوّضة شؤون الأطفال الروسية ماريا لفوفا بيلوفا التوصّل إلى اتفاق مع كييف لتبادل 48 طفلاً نازحاً بسبب الحرب، عقب أول اجتماع بين مسؤولين روس وأوكرانيين حول هذا الموضوع في قطر التي تتوسّط في هذه المسألة الحسّاسة. وكشفت ماريا أنه «سيعود 29 طفلاً إلى أوكرانيا و19 إلى روسيا».

في الغضون، أمرت محكمة في موسكو باستمرار حبس نائب وزير الدفاع الروسي تيمور إيفانوف حتّى 23 حزيران، للاشتباه في تلقّيه رشاوي تزيد عن مليون روبل، بعدما ألقى جهاز الأمن الاتحادي القبض عليه الثلثاء. وأشارت المحكمة إلى أن التحقيق «توصّل إلى ضلوع إيفانوف في مؤامرة إجرامية مع أطراف أخرى وتعاونه معهم لارتكاب جريمة منظّمة تُنفّذها مجموعة منظّمة»، فيما نفى إيفانوف التُهم الموجّهة إليه.

من جهة أخرى، عاقبت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا القس ديمتري سافرونوف الذي ترأّس قداس جنازة المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني، بمنعه من ترؤّس قدّاسات خلال السنوات الـ3 المقبلة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الألمانية» عن تقارير إعلامية أفادت أنه لم يعُد مسموحاً للقس سافرونوف منح مباركته أو ارتداء الملابس الكنسية أو صليب القساوسة. كما جُرّد القس من رتبته شماساً من «كنيسة الصعود» في موسكو وسيُصبح عوضاً عن ذلك مرنّم مزامير في كنيسة أخرى.

MISS 3