المرتضى من طرابلس: نتوق إلى وطن قادر على حفظِ سيادته وثرواته من اعتداءات أهل الظلم

19 : 32

رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى، ممثلا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، إطلاق المؤتمر العلمي العاشر لنقابة أطباء الأسنان تحت عنوان "scan the future"، في حرم جامعة بيروت العربية في طرابلس.


وحضر المؤتمر النائب فادي كرم، رئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي، نقيب الأطباء محمد صافي، نقيب أطباء الأسنان ناظم حفار، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، نقيب أطباء الأسنان في فلسطين بسام لوباني، وموسى العش ممثلاً النائب ايهاب مطر، وممثلي نقباء المهن الحرة في الشمال وبيروت وفاعليات.


بداية النشيد الوطني ثم نشيد النقابة، فنشيد جامعة بيروت العربية.


المرتضى

ورأى المرتضى في كلمته أنّ "السياسة ثقافة والعيش الوطنيّ ثقافة والحياة اليوميّة ثقافة والقانون ثقافة، وكذلك، الطب والهندسة وسائر العلوم، ومقاومة الظلم والعدوان أيضا ثقافة، ولعلَّ الأصل الجامع لها كلّها، هو أنّها معا تشكّل العناصر الأساسية والضروريّة لتحديد هوية الوطن، تماماً كما تشكّل الأغصان معنى الشجرة".


أضاف: "ليس هذا المؤتمر العلمي العالمي سوى إعلان صريح من نقابة أطبّاء الأسنان في طرابلس، بأنها متجذرة في الحراك الثقافي المتأصلِ في ألق الفيحاء ووهج نقاباتها، وذلك منذ أول نشوء الدولة وقيام مؤسساتها الرسمية، وتكون مجتمعها المدني حراك توجته العروبة هذا العام بأن جعلت من طرابلس عاصمة ثقافتها، اعترافا بما تختزن المدينة من إرث أزمنة وأقوام وحضارات".


وتابع: "لكنني قبل الخوضِ في مضامين الخطاب، لا بد لي من التشديد على نقطتين: أُولاهما أن المجتمع المدني في أي دولة ديموقراطية لا يقوم حقيقة إلا بالعمل النقابي؛ وبخاصة ذاك الذي تتولاه نقابات المهن الحرة المنظمة بقانون، ومنها طبعا نقابة طب الأسنان. فإن نمو الدولة اللبنانية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإداريا كان لحقبة خلت، نتيجة الصراع الذي قادته النقابات، وصوبت في كثير من مفاصله أداء السلطة وتوجهاتها. أما خلال العقدين الأخيرين فقد شهد لبنان طفرة من جمعيات تنسب إلى نفسها انتماء إلى المجتمع المدني، لكن بعضها في الحقيقة كان قناة لتنفيذ أجندات خارجية، لها سياسات دولها ومنظماتها التي لا تأتلف في كثير من الوجوه مع قيمنا ومصالحنا وحقوقنا. ولأني لا أرغب ههنا في أن أنتقد أحدا، أو أفتح، ولو بالذكرى أبوابا أغلقناها منذ حين بإحكام، أنظر الآن بإيجابية إلى الدور البناء الذي قامت وتقوم به نقابات المهن الحرة وسائر التجمعات العمالية والقطاعية في نضالها المطلبي لتحسين واقع الوطن والمواطنين من جوانبه كافة، وما مؤتمر اليوم إلا ثمرة من ثمرات هذا النضال".


واردف: "أما النقطة الثانية التي أود التشديد عليها، فهي أن فسطاط الثقافة واسع يحتضن الأنشطة البشرية كلها، وليس مقتصرا على الفنون الجميلة وحدها. السياسة ثقافة، العيش الوطني ثقافة، الحياة اليومية ثقافة، القانون ثقافة، وكذلك الطب والهندسة وسائر العلوم، ومقاومة الظلم والعدوان أيضا ثقافة، ولعل الأصل الجامع لها كلها، هو أنها معا تشكل العناصر الأساسية والضرورية لتحديد هوية الوطن، تماما كما تشكل الأغصان معنى الشجرة".


وقال: "نعم أيها السادة نحن بحاجة إلى ثقافة نقول عبرها من نحن. هل نحن مواطنون في دولة واحدة ننتمي إليها فردا فردا؟ أم شعوب متجاورة تبحث دائماً عن خصائص تفرق وتميز؟ هل نتوق فعلاً إلى وطنٍ سيّد، قادر بقوة أبنائه وقدراتهم الذاتية روحياً ونفسياً ومادياً، على حفظ سيادته وحريته وحقوقه وثرواته من اعتداءات أهل الظلم والعدوان؟ هل نسعى إلى بناء مجتمعٍ يحفظ التنوع ويحافظ على القيم، ويعالج الأمراض والاعوجاج وينقي البياض، كما يفعل أطباء الأسنان؟ هل نحن مقتنعون بأن التغيير الحقيقي يبدأ بالعلم والثقافة، وخصوصاً باكتناه تراثنا، والخروج به لملاقاة الآخر في العالمين القريب والبعيد وفهمه والتأثير عليه والتأثر به؟ هل نحن واثقون من أن تجذرنا في وطنيتنا هو المفتاح الذي يفتح أمامنا باب الدخول إلى حداثة حقيقية، نكون فيها فاعلين لا مستجيبين فقط؟".


وختم: "أسئلة كثيرة من هذا القبيل تطرح نفسها على اللبنانيين، وتشكل لهم تحديات على الصعيدَين الشخصي والعام. وإني من هذا المنظور أرى أن مؤتمر أطباء الأسنان الذي نحن فيه، مناسبة للإجابة على بعض الأسئلة المطروحة، ولو ضمن الإطار العلمي البحت. فبمقدار ما ننمو في المهن والمواهب التي لنا، نرفع من قيمة وجودنا المعرفي ومن رؤيتنا الثقافية الشاملة، وتاليا من شأن وطننا لبنان. وهذا المؤتمر الذي اعتادت النقابة أن تقيمه عاما بعد عام، يكتسب اليوم معنى جميلا إضافيا باعتباره يشكل فصلا من فصول طرابلس، عاصمة الثقافة العربية لعام 2024. وهي باعتقادنا فرصة لإعادة وضع المدينة والشمال كله على سكة تنمية، نأمل أن تصير مستدامة وتشمل جميع الميادين".


وفي ختام المؤتمر، قدم النقيب حفار وحايك باسم المؤتمر درعا تقديرية للوزير المرتضى عربون تقدير واحترام، كما خصصت دروع للرئيس ميقاتي ونقيب أطباء فلسطين.

MISS 3