محمد دهشة

تطوّران يخرقان المعادلة الفلسطينية الداخلية

26 نيسان 2024

02 : 01

فلسطينيون يودّعون ضحايا القصف الإسرائيلي في رفح أمس (أ ف ب)

بعد أكثر من 200 يوم من العدوان الإسرائيلي على غزّة، خرق المعادلة الفلسطينية الداخلية تطوّران بارزان، حملا مؤشّرين واضحين على الرغبة في إنهاء الانقسام وطيّ صفحة الخلافات، وتحديداً بين حركتَي «فتح» و»حماس»، كخطوة أولى على طريق ترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة تداعيات ما يُسمّى «اليوم الثاني» لما بعد الحرب على غزة بموقف موحّد.

في التطوّر الأوّل، تحدّثت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» عن اجتماع ثنائي يعقد في الصين اليوم، بين وفدَين قياديَّين من «فتح» و»حماس»، يضمّ الأوّل عضوَي اللجنة المركزية عزام الأحمد وسمير الرفاعي، بينما يضمّ الثاني القياديَّين موسى أبو مرزوق وحسام بدران، حيث سيجري البحث في تفاصيل العدوان الإسرائيلي على غزة من جهة، وكيفية إنهاء الانقسام بينهما من جهة أخرى.

ويعتبر اللقاء هو الأوّل بين الحركتَين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، برئيس المكتب السياسي لـ»حماس» إسماعيل هنية لتعزيته بثلاثة من أولاده وأربعة من أحفاده قتلوا جرّاء غارة إسرائيلية على سيارتهم في مخيّم الشاطئ في اليوم الأول لعيد الفطر.

وتؤكد المصادر الفلسطينية أهمية اللقاء الفتحاوي - الحمساوي في مكانه وتوقيته بالذات، مع الاستعداد الإسرائيلي لاجتياح رفح، وما يُمكن أن ينتج عنه من مجازر وتهجير بحق السكان والنازحين إليها، في ظلّ الصمت الدولي المريب، وتالياً بحث مستقبل القطاع بعد احتدام الصراع على مصيره ورفض الطرفين أي وجود غير فلسطيني فيه.

وتوقّفت المصادر باهتمام بالغ أمام انعقاد اللقاء في الصين وللمرّة الأولى أيضاً، حيث يحمل دلالة سياسية مهمّة إلى بعض القوى الدولية، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية التي باتت الأطراف الفلسطينية كافة تنظر إليها على أنها منحازة كلّياً إلى إسرائيل وليست وسيطاً نزيهاً، مع ما تحمله من إزعاج كبير مع دخول الصين على خط الملف الفلسطيني والمصالحة، تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إليها لبحث سلسلة من الملفات الساخنة.

وفي التطوّر الثاني، المواقف السياسية التي أطلقها القيادي في «حماس» خليل الحية، وقد أعرب فيها عن رغبة الحركة في الانضمام إلى «منظمة التحرير الفلسطينية» لتشكيل حكومة موحّدة لغزة والضفة الغربية، مشدّداً على أن «حماس» تُريد أن تستمرّ قطر في دور الوساطة مع إسرائيل في صفقة تبادل المحتجزين والأسرى، نافياً أي نيّة للحركة بنقل مكتبها السياسي من الدوحة.

وأوضح المسؤول الإعلامي لـ»حماس» في لبنان وليد الكيلاني لـ»نداء الوطن» أن الحركة تلقّت دعوة رسمية مسبقة من وزير الخارجية لزيارة الصين ويتوقّع أن يبحث خلال اللقاءات موضوع إنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكداً أن رؤية الحركة واضحة في ما يتعلّق بسلاحها وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود 67 وقد أعلنتها بوضوح في وثيقتها في الفترة السابقة.

في وثيقتَين على الأقل، أولهما «وثيقة الأسرى للوفاق الوطني» في العام 2006، وتعديل ميثاق «حماس» في العام 2017، أعلنت الحركة استعدادها للموافقة على هدنة لمدّة 5 سنوات أو أكثر مع إسرائيل، وستلقي أسلحتها وتتحوّل حزباً سياسيّاً إذا تمّ إنشاء دولة فلسطينية مستقلّة على طول حدود العام 1967، وأنّها تُريد الانضمام إلى «منظمة التحرير الفلسطينية»، وأنها ستقبل بـ»دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرارات الدولية».

واعتبرت مصادر فلسطينية أن مواقف الحية تُمهّد الطريق لإنجاح هذا اللقاء وصولاً إلى إنجاز المصالحة بعد إزالة العقبات التي أعاقت مراراً المضي قدماً فيها، فيما لاقى التطوّران ارتياحاً كبيراً بين القوى السياسية وأبناء المخيّمات في لبنان، إذ من شأنهما أن يُساهما في تحصين الأمن والاستقرار فيها.

MISS 3