مواجهات بين طلّاب داعمين لغزّة والشرطة في جامعات أميركية

سباق محموم بين "صفقة رهائن" و"اجتياح رفح"

02 : 00

خلال مقاومة أحد المتظاهرين الغاضبين اعتقاله في جامعة إيموري في أتلانتا أمس (أ ف ب)

تقف إسرائيل أمام مفترق طرق، ولو غير حاسم، في حربها ضدّ حركة «حماس» في قطاع غزة، حيث تدرس خيارَين، إمّا إعطاء «الضوء الأخضر» للجيش لشنّ هجوم عسكري واسع على رفح، وإمّا إعطاء فرصة إضافية للوسطاء الإقليميين لإنجاح صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى، خصوصاً مع بذل مصر مساعي حثيثة للحؤول دون اجتياح الدولة العبرية لرفح والتسبّب بكارثة إنسانية ستصل حممها إلى سيناء المجاورة.

وناقش مجلس الحرب الإسرائيلي أمس، عدّة مقترحات ذات صلة، في وقت أصدر فيه الرئيس الأميركي جو بايدن بياناً مشتركاً مع زعماء 17 دولة أخرى، دعوا فيه «حماس» إلى إطلاق سراح الرهائن، باعتباره الطريق الحقيقي لإنهاء الأزمة في غزة. وأكد البيان أن الاتفاق المطروح على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن، ووقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار، وتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية، سيُمكّن سكّان غزة في حال تنفيذه من العودة إلى منازلهم وأراضيهم مع الاستعدادات المسبقة لضمان المأوى والمؤن الإنسانية.

واعترف مسؤول أميركي كبير بأنّ محادثات إطلاق سراح الرهائن «صعبة للغاية»، معتبراً أن قبول الصفقة أمر متروك لشخص واحد، في إشارة إلى يحيى السنوار. وكشف المسؤول الأميركي أن السنوار كان العائق الرئيسي في إحراز نجاح في المفاوضات التي حصلت مع قادة الحركة في الخارج، مؤكداً أنه صانع القرار النهائي.

وكان لافتاً بالأمس إعلان وزارة الدفاع الأميركية بدء بناء رصيف بحري في غزة لزيادة وصول المساعدات. وقال الناطق باسم البنتاغون الميجور جنرال بات رايد للصحافيين: «أؤكد أن سفناً حربية أميركية... بدأت بناء المراحل الأولى من ميناء موَقّت ورصيف في البحر».

ميدانيّاً، قصفت إسرائيل عدّة مناطق في القطاع أمس، من بينها مدينة رفح المكتظّة بالنازحين. وأعلن الجيش الإسرائيلي صباحاً أنّ طائراته قصفت «30 هدفاً» لـ»حماس» في القطاع الأربعاء، شملت مباني تمّ تخزين أسلحة فيها و»بنى تحتية إرهابية»، بينما قتل عدداً من عناصر الحركة. وأفاد شهود عيان وكالة «فرانس برس» أن اشتباكات اندلعت بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين فلسطينيين شمال مخيّم النصيرات للّاجئين وسط القطاع.

كما قُتِل موظّف فلسطيني في وكالة التنمية البلجيكية «إينابيل» و4 من أفراد عائلته، بينهم ابنه البالغ 7 سنوات، جرّاء غارة إسرائيلية ليل الأربعاء - الخميس، فيما ندّدت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب بالقصف، معلنةً أنها ستستدعي سفيرة إسرائيل لدى بروكسل «لإدانة هذا العمل غير المقبول والمطالبة بتفسيرات».

في الأثناء، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى تحت حماية مشدّدة من الشرطة الإسرائيلية، استجابة لدعوات منظمات متطرّفة لاقتحام المسجد في ثالث أيام عيد الفصح اليهودي. وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية أن 1679 مستوطناً اقتحموا الأقصى، وأدّوا صلوات خلال اقتحاماتهم.

وفي أميركا، لا يزال التوتر مشتعلاً في الكثير من الجامعات المرموقة التي تشهد تظاهرات متزايدة ضدّ حرب غزة، بحيث أوقف مئات الأشخاص في وقت تواجه شرطة مكافحة الشغب طلّاباً غاضبين، ما دفع رئيس مجلس النواب مايك جونسون خلال زيارته جامعة كولومبيا إلى التهديد بأن يطلب من الرئيس جو بايدن تعبئة «الحرس الوطني» في الجامعات التي اعتبر أنها تُعاني من «فيروس معاداة السامية»، غير أنّ بايدن امتنع حتّى الآن عن تبنّي هذا الخيار، إذ أكدت المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار أن بايدن الذي يسعى إلى الفوز بولاية جديدة، «يؤيّد حرّية التعبير والنقاش وعدم التمييز» في الجامعات.

وأوقف مساء الأربعاء - الخميس أكثر من 100 متظاهر بالقرب من جامعة «إيمرسون كولدج» في بوسطن. وعلى بُعد آلاف الأميال، أوقف عناصر الأمن طلاباً في جامعة تكساس في مدينة أوستن. وطردت الشرطة أمس طلاباً من جامعة إيموري في أتلانتا. ولكن رغم ذلك، يشهد الحراك الجامعي توسّعاً، فقد أُنشئ أمس مخيّم جديد في حرم جامعة جورج واشنطن في العاصمة، حيث من المقرّر تنظيم تظاهرة.

في السياق، تدخّلت الشرطة الفرنسية في مدرج لجامعة «ساينس بو» باريس المرموقة ليل الأربعاء - الخميس، من أجل إخلاء موقع اعتصام عشرات من الطلّاب المؤيّدين للفلسطينيين. وذكرت إدارة المؤسسة التعليمية أن «نحو 60 طالباً» احتلّوا المدرج ما «ساهم في خلق مناخ قوي من التوتر بين الطلّاب والمدرّسين والموظّفين».

إقليميّاً، أسقطت البحرية الملكية البريطانية بواسطة صاروخ من طراز «سي فايبر» أطلقته السفينة الحربية «دايمند» التي تجوب البحر الأحمر، صاروخاً أطلقه المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران، من اليمن في اتجاه سفينة تجارية في خليج عدن، بحسب وزارة الدفاع البريطانية، بينما أطلقت الفرقاطة اليونانية «هيدرا» النار على طائرتَين مسيّرتَين قبالة سواحل اليمن وأسقطت إحداهما، بحسب السلطات اليونانية.

ويأتي ذلك بعدما أكدت الولايات المتحدة أن قوات التحالف الذي تقوده أسقطت قبالة سواحل اليمن صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن و4 طائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون الأربعاء في اتجاه سفينة الشحن «أم في يوركتاون» التي ترفع العلم الأميركي، مشيرةً إلى عدم وقوع إصابات أو أضرار، فيما تحدّث الحوثيون عن ضربات ضدّ السفينة «أم في يوركتاون» والسفينة الأميركية «ميرسك يورك تاون» وأخرى إسرائيلية.

MISS 3