مايز عبيد

في زمن الإستقالات... تساؤلات في طرابلس عن جدوى بقاء نوابها

10 آب 2020

02 : 00

ساحة النور (ساحة الثورة في طرابلس)

في الوقت الذي يجري فيه الحديث في الأروقة السياسية الداخلية عن اتّجاه إلى تقصير ولاية المجلس النيابي في الفترة المقبلة، والتحضير لانتخابات مبكرة، ومع انطلاق عملية القفز من قاربَي المجلس النيابي والحكومة المُتّجهين إلى الغرق، تتصاعد الأصوات الطرابلسية التي تُطالب نواب المدينة بالإستقالة من المجلس، وتسجيل موقف للتاريخ ولو لمرّة، خصوصاً وأنّ هؤلاء لم يستطيعوا تنفيذ المشاريع والبرامج الإنتخابية التي وعدوا بها الناس .

وكان الشارع الطرابلسي قد تلقّى بايجابية أصداء إستقالة نواب الكتائب الثلاثة والنائبة بولا يعقوبيان، وقبلهم النائب مروان حمادة، ولو كانت هذه الإستقالات أو تلك التي ستليها لا تعدو كونها أكثر من حفظ ماء الوجه للنائب المستقيل، في الوقت الذي أصبح فيه هذا المجلس ساقطاً في عيون الناس، ولا يستطيع أعضاؤه النزول إلى الأرض والتجوّل بين الناس، بعد 10 أشهر على انطلاقة ثورة 17 تشرين ضدّ السلطة في لبنان.نواب طرابلس وصفر إنجازات

لا إنجازات يذكرها الطرابلسيون لنوابهم، سوى أنهم ينتظرون يوم الإنتخابات لدفع مبالغ زهيدة للناس لانتخابهم، ثم يعودون إلى الإختفاء وتوقيف المساعدات لأربع سنوات متتالية، أي ريثما يأتي موعد الإستحقاق الإنتخابي المقبل. ولدى تناول صفحات التواصل الإجتماعي الطرابلسية موضوع إستقالة النواب الخمسة من المجلس النيابي، وبعدها إستقالة الوزيرة منال عبد الصمد يوم أمس، كان السؤال المشترك في تعليقات الجميع: متى يستقيل نواب طرابلس؟ على أنّ عدداً من التعليقات المتهكِّمة كانت تُجيب من يسألون بالقول:"نواب طرابلس إنجازاتن كتيري ما بيقدرو يستقيلوا.."؛ كما عاد آخرون بالزمن أشهراً قليلة إلى الوراء، وانتقدوا اجتماع نواب المدينة وفاعلياتها في معرض رشيد كرامي، من أجل تقديم الدعم للمدينة وأهلها إبّان أزمة "كورونا"، حيث خرجوا جميعا ببيانٍ فضفاض، ليس فيه إلا حشو الكلام، بينما لم يتجرّأ أحدٌ من المجتمعين على تقديم مبلغ ولو رمزي للمساعدة، علماً أنّهم يراكمون المال والثروات على حساب المدينة وأهلها.

رئيس هيئة الطوارئ لإنقاذ مدينة طرابلس وحراس المدينة الدكتور جمال بدوي قال لـ"نداء الوطن":"في الحقيقة، لقد قطعنا الأمل من نواب طرابلس باتّخاذ موقف، إذ وبعد 10 أشهر من الثورة، لم نر منهم أي موقف في اتجاه التجاوب مع مطالبها مع أننا طالبناهم بذلك في بداية الثورة ولم يستجيبوا.. لم تحصل منهم الثورة والشعب إلا على المواقف والتصريحات، والوقوف مع الشعب كان كلاماً من دون أفعال. أما الآن فليس لنا أي أمل بهم، وهم لطالما جعلوا أنفسهم في الصفوف الخلفية، تابعين وليس متبوعين، وبذلك جعلوا من طرابلس التي لطالما كانت رائدة بين المدن عبر التاريخ، مدينة مُلحقة ومُهمّشة". ومن طرابلس إلى عكّار، والمنية والضنية، والكورة... أسئلة واستفسارات عدّة يطرحها المواطنون عن جدوى استمرار النواب في مراكزهم، من دون أن يقدّموا أي شيء يُذكر بينما أوضاع الناس زادت سوءاً. يأتي هذا، في الوقت الذي سرت فيه أمس معلومات عن اتجاه نائب الضنية جهاد الصمد إلى الإستقالة، وعن مشاورات خلف الأضواء يجريها "المستقبل" مع "الإشتراكي" و"القوات" لتقديم استقالات نوابهم من المجلس.

الناشط في ثورة عكار المختار زاهر الكسار قال:"نتوقع من النواب موقفاً في اتّجاه الإستقالة لأنّ نواب عكار والشمال غير قادرين على تقديم أي جديد للمنطقة. عليهم ألّا ينتظروا قرار أحزابهم لأنّ قرار الشعب أقوى من الجميع، والشعب قال كلمته. هذه فرصة أخيرة لهم ربّما للوقوف مع رأي الشعب. اليوم هناك فرصة ربّما، أما في الغد فلن تكون هناك فرصة، وستكون الإستقالة من دون صدى يُذكر".


MISS 3