المغرب وفرنسا يسعيان الى تعاون جديد على صعيد الطاقات النّظيفة والنّقل

22 : 02

يسعى المغرب وفرنسا إلى إرساء "تعاون جديد" في الطاقات النظيفة والنقل بواسطة السكك الحديد، وفق ما أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير بالرباط الجمعة، مؤكّداً استعداد باريس لتمويل بنية تحتية لنقل الكهرباء من الصحراء الغربية المتنازع عليها.


وقال لومير عقب اجتماع مع نظيرته المغربية نادية فتاح العلوي: "نريد تدشين مرحلة تعاون جديدة في ميدان الطاقة الخالية من الكربون (...) سوف تشمل الهيدروجين الأخضر والطاقة الريحية والشمسية".


في وقت لاحق الجمعة أكد أمام المشاركين في منتدى لرجال الأعمال المغاربة والفرنسيين "سوف تنتجون الطاقة في جهة الداخلة (الصحراء الغربية) وستحتاجون لنقلها إلى الدار البيضاء (شمال)، يتعيّن إذن إنشاء شبكة خطوط كهربائية لنقل هذه الطاقة... أؤكد لكم أننا مستعدون لتمويل هذه البنية التحتية".


ومنذ اعتراف الولايات المتحدة أواخر العام 2020 بسيادة المغرب على هذا الإقليم، المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو، تضغط الرباط للحصول على موقفٍ مماثلٍ من حليفتها التاريخية باريس.


لكن السنوات التالية شهدت توترات قويّة بين البلدَين تزامنت مع سعي الرّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون إلى التقارب مع الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو.


والجمعة، أعلن الوزير الفرنسي أيضا أنه "اقترح" على نظيرته المغربيّة "تعاوناً في مجال الطّاقة النوويّة يشملُ مفاعلات صغيرة ومتوسطة الحجم".


لا يملك المغرب حاليا محطات نووية لإنتاج الطاقة، فيما اكتفت الوزيرة المغربيّة بالإشارة إلى أنّ قطاع الطاقات النظيفة "يعبر تماماً عن (...) فلسفة هذه الشراكة المتجددة" مع فرنسا.


تطمح المملكة إلى إنتاج 52 بالمئة من الكهرباء النظيفة في أفق العام 2030. غير أن الطاقات الأحفورية لا تزالُ تُشكّل نحو 90 بالمئة من استهلاكها الحالي، وتعتمد فيها على الخارج.


من جانب آخر، أفاد لومير بأنَّ الطَّرفَين اتّفقا على تشكيل فريق عملٍ لدراسة التعاون في مجال النقل بواسطة السكك الحديد بما فيه "الخطوط فائقة السرعة".


وحظيت فرنسا بصفقة إطلاق أول قطار فائق السرعة في أفريقيا، يصلُ منذ العام 2018 مدينة طنجة بالدار البيضاء (شمال) على مسافة 350 كيلومتراً.


ويرتقب أن يسرع تنظيم المغرب لمونديال 2030 لكرة القدم، مع اسبانيا والبرتغال، إطلاق مشروع ضخم لتوسعة هذا الخط على نحو 600 كيلومترٍ حتّى مدينة أكادير (جنوب)، وفق وسائل إعلام محلية.


وأعلن مكتب السكك الحديد المغربي في شباط فوز شركة صينيّة بإعداد دراسة أوّليّة لمشروع الخطّ فائق السرعة بين مراكش وأكادير (جنوب).


لكنه نفى أن تكون صفقة إنجاز المشروع في حد ذاته قد رست على شركة صينية، في سياق حديث وسائل الإعلام المحلية عن منافسة بين باريس وبكين للفوز بهذه الصفقة.


ووصل لومير الى المغرب الخميس في سياق زيارات متعددة لوزراء فرنسيين، منذ مجيء وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه إلى المملكة أواخر شباط، وذلك لإعادة الدفء لعلاقات البلدين.


MISS 3