- جو اشتقنالك. قالوا البلد مريض وانت كمان. طمّنا عنك، وقديش تجربة المرض ممكن تكون ايجابية وتشفينا من قصص مسممتلنا حياتنا؟
- هالبلد انا بحبو وهو كل شي بالنسبة إلي، وأنا مكمّل هون بالرغم من كل الأمراض الامنية والسياسية والاجتماعية اللي قطعنا فيها. بدّي ولادي يكبروا هون، على أمل يكون في وعي كافي لنخلص لبنان، لأنو بعدن الفساد والتلوث منتشرين. تلوث بالجو والاكل والفكر. البلد مصاب بسرطان اجتماعي، والناس راسن ب "تيك توك" وصارت الأذية والظلم سلعة رخيصة ومين ما كان فيه يستعملن. أنا عندي سرطان، وهيدا المرض اخدتو من الخارج لجواتي لأني شخص حساس. بس الحمدالله قادر قوم بحالي، ومن البداية التجأت لطبيب السما مار شربل، ومن هونيك وبالرايح كل شي صار هيّن لأنو الطاقة الموجودة عند هالختيار، مش موجودة ولا بأي مطرح تاني. الموت ما بيخوّفني لأنو باب عبور لمطرح تاني. بس قد ما فيني ابقى حد ولادي، رح ابقى وحارب كرمالن.
- سلامتك، واللي متلك ما بيستسلم ، بدليل انن قالوا عم بتحضر مسرحية جديدة.
- مسرحيتين. الاولي اقتباس خاص لسيرة مار بولس بآخر 24 ساعة من حياتو بالسجن قبل قطع راسو. والتانية سيرتي الشخصية بعنوان Joseph K ومساقبة كمان اسم محاكمة كافكا ومستوحاة من فكرة اعدام الشخص حتى ولو بريء. كافكا بينعدم بفترة القضاء كان فاسد والمراجع السياسية والدينية مفقودة. وحدو المجتمع بيحاكمو لأنو انسان ناجح.
- يعني مزبوطة مقولة افضل طريقة لمقاومة اليأس هي الشغل.
- بيقول جبران خليل جبران بكتاب النبي: work is love put in action. الشغل اساسي وخصوصاً لما يكون خلاق متل بمجال الفن. لسوء الحظ في كتير عالم بتحاول توصل لغايات معينة من خلال التفخيت بغيرا. الشغل بالمسرح يعني كل واحد يعمل شغلو وينبسط لغيرو. كمان في ظاهرة خطيرة عم بتصير ولازم ننتبهلا وهي دخول السفارات ومنظمات الNGO والمجتمع المدني على المسارح. هيدا ما عاد مسرح، هيدا صار شي اخطر من التسييس وكب افكار هدفها تغيير وج وقيم لبنان. مش لازم نسمح بهالشي.
- عم بتقول متل كتار غيرك إنو المسرح والثقافة مش بخير بلبنان.
- في كتير مسرحيين تعرضوا لحملات تخوين وتشهير، اطلقها ناس من اولاد الكار بلبنان. حتى موظفين مسرح "مونو" تهددوا، وعيب نكون فنانين وتكون عيننا على خبز غيرنا، وقطع الارزاق من قطع الاعناق. انا تعرضت لحملات منع، متل وجدي معوض، وفيليب عرقتنجي وزياد الدويري وزياد عيتاني وغيرن. في ناس شغلتها تقعد بالسوشل ميديا وتبعت رسائل صوتية وتخرّب. ما بدي فوت بزواريب السياسة، عم قول نحنا بالمسرح بغنى عن التجنّي من مجموعات هدفها "تشيْطن" العالم وتعتبر حالها القاضي والجلاد. تلقيت مع عيلتي تهديدات، ولهيك لجأت للقضاء لأنو ولادي خط احمر.
- القيل والقال والتشهير كترانين اليوم. كيف بتتعامل معهم؟
- لما يتخطوا سقف حريتي وأمان عيلتي ولقمة عيشي، بيصير في خط احمر. اللألأة موجودة لأنو نحنا مكشوفين قدام العالم، منشتغل بهويتنا وبصوتنا وبفكرنا. السوشل ميديا كتير مهمة لنتواصل مع بعض، بس للأسف في كتير بيستعملوها للإساءة ولادخال اجندات وافكار غريبة، متل "اللبناني برا برا، واللاجئ جوا جوا" أو التحوّل الجنسي... في انحرافات اجتماعية وفكرية وجنسية عم بتفوت على مجتمعنا ومدارسنا، ما بتشبهنا وما ممكن تمشي بلبنان. انا مش زلمي متخلّف، بس وصلنا للعبث بشكل مخيف، واولادنا بخطر. انا مش رح اقبل اولادي يقولولي انا حبة فريز الها 6 إجرين مثلاً. هول العالم كنا نعالجهم، اليوم صاروا هني الصح؟ انا بوجه نداء للقضاء وللامن العام وبقلّن مسؤوليتكن حماية اولادنا على السوشل ميديا، وحماية الفنانين المتمسكين بثقافة الحياة. كل شخص مخبّى ورا تلفون، ممنوع يدمّر بأكاذيبو حياة اي شخص تاني، لهيك لازم تنفتح الحبوسة والقضاء والقانون يتحركوا.
