عماد موسى

القِرَدة الثلاثة واستعراض ببنين

30 نيسان 2024

02 : 00

في شهر آذار الفائت، قدّمت «قوات الفجر» إستعراضاً مسلحاً في الطريق الجديدة في خلال تشييع أحد عناصرها، ما أثار موجة استنكار بيروتية. لم يعِر الفصيل المسلّح المنبثق من «الجماعة الإسلامية» إهتماماً لرد فعل الشارع البيروتي وممثليه. وقبل أيام إستعراض آخر في بلدة ببنين، أكبر البلدات العكارية، في خلال تشييع اثنين من «الجماعة» سقطا في حرب المشاغلة التي أطلقها «حزب الله» وأشرك فيها تنظيمات سُنية متعاطفة مع «الطوفان» لو وُفّق الحزب بميليشيا مارونية ممانِعة، ولو على قياس «التضامن» أو أرثوذكسية أو من طائفة الروم الكاثوليك لما تردد في تسليحها ورفدها بالعتاد.

أي تشييع من دون إطلاق رصاص بغزارة وعرض قوة، على غرار عروض «الجهاد» و»حماس»، لا يليق بمكانة «الجماعة» وموقعها الطليعي كمدافعة عن غزة والقدس وكل فلسطين. وهذا ما حصل في خلال تشييع مصعب وبلال خلف في ببنين، فنزل الرصاص الطائش متل الشتي في كل أنحاء البلدة واستقرت إحدى الرصاصات في رأس طفل واصابت أخرى سيدة من البلدة. وكما لـ»حزب الله «أمنه الخاص فللجماعة أمنها الخاص وأجهزة تحقيق. بعيد الحادث أعلن ركنٌ من أركان الجماعة ما يأتي: «بدأنا فتح تحقيق، وتواصلنا مع الأجهزة الأمنية لكشف مَن هؤلاء ومن أرسلهم». ولو! أويحتاج الأمر إلى تحقيق؟ من تسبب بإصابة طفل بريء هو طابور خامس مرسل من إسرائيل للتعكير على صفو التشييع والعيش الرغيد في البلدة.

سمعنا والد الطفل المصاب في فيديو يصرخ من وجعه: «الله لا يوفقكن. الله يكسّر إيديكم» لكن من يفترض به أن يسمع ويتصرف سمع متأخراً وتصرّف بلباقة وكياسة لا تتناسبان والفعل الجرمي المتمادي. ومن يفترض به أن يضرب بيد من حديد بالكاد يقف متكئاً على عكّاز من قصب.

تتماهى مواقف بعض المسؤولين تجاه السلاح الميليشياوي المتمادي في انفلاشه، أو اللاموقف حيال كل هذا الإستقواء، مع القردة اليابانية الثلاثة وما توحي به حركات أيديها وإيماءاتها وخلاصتها: «لم أسمع. لم أرَ ولم أفتح فمي».

مهلاً، القردة أكثر حكمة، من المسؤولين المحكومين بالتقية وإحناء الرأس للعواصف والجبن في غالب الأحيان.

القرد ميزارو الذي يغطي عينيه بيديه يترجم المثل الشعبي «لا أرى شراً « فيما زميله كيكا زارو يغطي أذنيه لرفضه أن يسمع الشر وإيوزارو الذي يغطي فمه بيديه يرفض أن يتكلّم بالشر ويُقال إن هناك قرداً رابعاً لا يفعل شرّاً ولا يتأبط شرّاً.

تحية للقردة.

MISS 3