سانشيز يُنهي "تعليق عمله": باقٍ على رأس الحكومة!

02 : 00

أنهى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال خطاب مقتضب ألقاه من على درجات قصر مونكلوا أمس، خطوته غير المسبوقة المتمثّلة بتعليق عمله الذي استمرّ 5 أيام، بتأكيد بقائه على رأس الحكومة رغم «حملة التشهير» التي يتّهم المعارضة اليمينية بشنّها، وكان آخر فصولها برأيه، فتح تحقيق قضائي الأربعاء الماضي في حقّ زوجته بيغونيا غوميز بتُهمة «الفساد» و»استغلال النفوذ».

وأكد سانشيز أنه «بعد هذه الأيام من التفكير، أصبحت لدي أفكار واضحة»، متعهّداً مواصلة تحرّكه بـ»مزيد من القوة». وقال: «سنُظهر للعالم كيف نُدافع عن الديموقراطية»، بينما نفى أيّ «حسابات سياسية»، داعياً البلاد إلى إجراء «تفكير جماعي» في شأن الاستقطاب السياسي لمنع «التضليل من توجيه النقاش السياسي». وأضاف: «إمّا أن نقول يكفي، وإلّا فإنّ تدهور الحياة العامّة سيديننا كدولة».

ويأتي ذلك بعدما كان الادعاء قد طلب الخميس الماضي حفظ التحقيق بحق زوجة سانشيز، فيما اعترفت جمعية «مانوس ليمبياس» التي كانت قد تقدّمت أمام السلطات بالشكوى ضدّ بيغونيا، بأنّ شكواها استندت فقط إلى تقارير صحافية، غير أنّ القاضي المسؤول لم يكشف بعد نواياه.

وفي رسالة مطوّلة نشرها سانشيز عبر منصة «إكس» الأربعاء الماضي، اعتبر أن الشكوى المقدّمة ضدّ زوجته بمثابة مثال جديد لحملة زعزعة الاستقرار التي يشنّها ضدّه «تحالف المصالح اليمينية واليمينية المتطرّفة» الذي «لا يقبل حكم صناديق الاقتراع». ومنذ وصوله إلى السلطة قبل 6 أعوام، كانت شرعية الزعيم الاشتراكي موضع شك دائم من قبل اليمين، الذي لم يغفر له أبداً أنه وصل إلى السلطة عبر اليسار المتطرّف والأحزاب في إقليمَي الباسك وكاتالونيا.

وفي الأشهر الأخيرة، شهد السياق السياسي توتراً أكبر، بعدما تمكّن سانشيز الذي حلّ في المركز الثاني في انتخابات 23 أيار الماضي بعد منافسه المحافظ ألبرتو نونيز فيجو، من العودة إلى السلطة بفضل دعم أحزاب انفصالية كاتالونية في مقابل إصدار قانون عفو عن الاستقلاليين المتورّطين في محاولة انفصال كاتالونيا عام 2017. وجرت الموافقة على هذا القانون في آذار ومن المقرّر أن يعتمد بشكل نهائي في نهاية الشهر المقبل.

من جهتها، شنّت المعارضة اليمينية حملة سخرية من سانشيز منذ الأربعاء الماضي، متّهمةً إيّاه بأنّه أراد تصوير نفسه على أنّه ضحية. وقال زعيم «الحزب الشعبي» فيجو ساخراً: «لا يُمكن لرئيس حكومة أن يُقدّم عرضاً كمراهق حتّى يبدأ الجميع في الركض خلفه، متوسّلين إليه ألّا يُغادر وألّا يغضب»، في حين تجمّع آلاف من أنصار سانشيز السبت أمام مقرّ الحزب الاشتراكي في مدريد، حيث هتفوا «بيدرو إبقَ!» لمطالبته بعدم مغادرة منصبه.

MISS 3