أول لبنانية في لجنة تحكيم مهرجان "كان"

نادين لبكي: حضور لبنان يشعرني بالوطنية والفخر

02 : 00

رغم كل الأزمات والمصاعب التي نتخبط بها، الّا أنّ الإبداع اللبناني لا يخيّب ظنّنا. والفرحة هذه المرّة اكتملت مع مشاركة المخرجة نادين لبكي في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في مهرجان «كان» السينمائي للأفلام الطويلة إلى جانب أعلام من عالم السينما.



قبل أسبوعين من انطلاق السباق إلى السعفة الذهبية، أعلن «كان السينمائي الدولي» الذي يُنظم ما بين 14 و25 أيار، عن أسماء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في دورته الـ77، ومن بينها المخرجة نادين لبكي في سابقة لبنانيّة.

فمنذ أن بدأت مسيرتها السينمائية، أصبح للبكي مسيرة وطيدة مع هذا المهرجان الأشهر عالمياً، إذ شارك فيلمها الطويل الأول «سكر بنات» بأسبوع المخرجين عام 2007، «وهلأ لوين؟» في فئة «نظرة ما» عام 2011، و»كفرناحوم» في المسابقة الرسمية ونال جائزة لجنة التحكيم في 2018، إضافة إلى ترشيحه لجائزة «غولدن غلوب» وجائزة «الأوسكار» لـ «أفضل فيلم أجنبي». كما شاركت لبكي كعضو في لجنة تحكيم «نظرة ما» عام 2015 وعادت كرئيسة لجنة تحكيم «نظرة ما» عام 2019.



جائزة لجنة "التحكيم لـ "كفرناحوم" عام 2019



وأعربت لبكي عن افتخارها بهذا الاختيار وبكون بلدها لبنان حاضراً فيها «رغم كل مصاعبه». وقالت: «أنا طبعاً فخورة ومسرورة بأن أكون بين كل هذه الأسماء المهمة في عالم السينما». وأضافت: «حضور لبنان في لجنة تحكيم مهرجان كهذا رغم كل ما يعانيه من مصاعب يجعلني أشعر بالوطنية والفخر».

ووصفت علاقتها بالمهرجان بأنها «عائلية تقريباً»، مضيفةً: «علاقتي بمهرجان «كان» بدأت عندما كنت في الجامعة، علاقة طالبة تحلم بالسينما وبأن تنتمي إلى هذا العالم وتعتقد أن هذا الأمر مستحيل إلى أن حققت أول خطوة، أول حلم مع فيلم «سكر بنات». والآن، صرت من عائلة السينما العالمية».


العالميّة منذ بداياتها


تتميّز أفلام نادين لبكي عادةً بتصويرها الحساس للقضايا الاجتماعية مثل اللاجئين والدين، التي غالباً ما تظهر من خلال رواية أنثوية وبمشاركة ممثلين غير محترفين. كما تشتهر بتحطيم الصور النمطية بطريقة جعلتها واحدة من أكثر صانعي الأفلام إثارة للإعجاب في جيلها في العالم العربي.

في العام 1997، حصلت نادين على شهادة في الفنون السمعية والبصرية من جامعة القديس يوسف في بيروت، وحصدت باستمرار جوائز لمشاريعها الدراسيّة. ومشروعها الأخير في الكلية 11 Rue Pasteur هو الذي لفت انتباه الخارج، وحاز على جائزة «أفضل فيلم قصير» في «بينالي السينما العربية» في معهد العالم العربي (باريس) عام 1998.

خلال السنة نفسها، حضرت ورشة عمل في التمثيل في «كورس فلورنت» في باريس وانتقلت إلى إخراج الإعلانات والفيديو كليبات لمغنين مشهورين في الشرق الأوسط مثل نانسي عجرم ونوال الزغبي وكاتيا حرب وكارول سماحة، مؤمنة بأنه «من واجب كل مخرج أن يخرج الأفضل في كل فنان». وحصلت في هذا الإطار على جائزتي Murex D›Or «لأفضل مخرج فيديو» على التوالي.

في سن الثلاثين، أصبحت نادين حديث الصناعات الإبداعية كمخرجة لأكثر من 50 إعلاناً تلفزيونياً لشركات رفيعة المستوى، وحصلت على جوائز كثيرة في «فينيكس للإعلان». فأكسبها أسلوبها الذي لا مثيل له شهرة دولية واسعة.

ونادين المخرجة هي أيضاً ممثّلة، فلعبت مثلاً دور البطولة في فيلم Mea Culpa على قناة Fox International وفي La Rançon De La Gloire للمخرج الفرنسي الشهير Xavier Beauvois، بالاضافة الى عدة أفلام لبنانية لمخرجين آخرين، منها «البوسطة» للمخرج فيليب عرقتنجي عام 2005، و»رصاصة طايشة» لجورج هاشم عام 2010، والدراما الفرنسية المغربية «هز القصبة» تأليف وإخراج ليلى المراكشي عام 2013.

كذلك، عام 2014، كانت نادين واحدة من مخرجي الفيلم المختار مدن الحب «ريو، أنا أحبك»، الذي أخرجته وشاركت في كتابته ولعبت دور البطولة فيه أمام هارفي كيتل.



لجنة المهرجان لهذه النسخة



لجنة «كان»

ينطلق مهرجان «كان» مساء 14 أيار بحفلة افتتاح تتولى تقديمها كامي كوتان، بالإضافة إلى عرض فيلم Le deuxième acte، وهو أحدث عمل كوميدي للمخرج كانتان دوبيو. أمّا لجنته التي تتألّف من أربعة رجال وأربع نساء، فترأسها المخرجة الأميركية غريتا غيرويغ (40 عاماً) التي حقق فيلمها Barbie نجاحاً تجارياً واسعاً خلال العام الفائت. ويُذكر أنّه لم يسبق أن كانت رئاسة لجنة التحكيم من نصيب أحد في هذا العمر منذ أن شغلتها صوفيا لورين عام 1966.

وتضم إضافةً إلى لبكي وغيرويغ، الممثل الفرنسي عمر سي (46 عاماً) الذي يحقق خطوة جديدة في مسيرة مهنية كانت استثنائية منذ انطلاقتها مع مسلسل Omar & Fred وصولاً إلى دخوله عالم هوليوود كممثل ومنتج، ومروراً بنجاحات حققها في فرنسا مثل Intouchables. ولاختيار سي دلالة رمزية، إذ يعبّر عن سعي السينما الفرنسية إلى التنوّع وشمول مختلف الفئات، فسي مولود في إحدى ضواحي باريس، لأبوين مهاجرين من المنطقة الحدودية بين السنغال وموريتانيا. ويُتوقّع أن يثير حضوره على السجادة الحمراء اهتماماً كبيراً، إذ يُعدّ من الشخصيات السينمائية المفضلة لدى الفرنسيين ويحظى بشهرة عالمية منذ نجاحه تحديداً في مسلسل Lupin عبر منصة «نتفليكس».

كذلك، تشارك في اللجنة الممثلة الفرنسية إيفا غرين (43 عاماً) المعروفة بأدوارها في الأعمال المحلية والتي كان آخرها شخصية ميلادي في فيلم Les trois mousquetaires، وفي الأفلام الهوليوودية كتعاونها مع المخرج تيم بورتون ومشاركتها إلى جانب الممثل دانيال كريغ في سلسلة أفلام جيمس بوند إضافة إلى الممثل الإيطالي بيارفرانشيسكو فافينو The traitorالبالغ 54 عاماً، والمخرج الياباني هيروكازو كور إيدا (61 عاماً) الفائز بالسعفة الذهبية عام 2018 عن فيلم A family affair، والمخرج الإسباني خوان أنطونيو بايونا Society of the Snow البالغ 48 عاماً، وكاتبة السيناريو والمصورة التركية إبرو جيلان (48 عاماً).

أما أصغر أعضاء لجنة التحكيم فهي الممثلة ليلي غلادستون (37 عاماً) التي سبق أن حضرت المهرجان الفرنسي العام الفائت بمناسبة عرض فيلم Killers of The Flower Moon للمخرج مارتن سكورسيزي والذي أدت فيه دوراً رُشّحت عنه إلى «الأوسكار».

وبات بالتالي المهرجان حاضراً للانطاق بعدما اكتملت لجنة تحكيمه وأُعلن عن لائحة الأفلام الـ22 التي ستتنافس للفوز بالسعفة الذهبية التي نالها العام الفائت فيلم Anatomie d›une chute لجوستين ترييه. وقبل شهرين من بدء الألعاب الأولمبية، سيكون هذا الحدث السينمائي الكبير بمثابة تجربة للسلطات في ما يخص موضوع الأمن. وبالإضافة إلى عشرات الآلاف من رواد المهرجان، يُتوقع حضور كوكبة من نجوم السينما، من بينهم مبتكر سلسة Star Wars جورج لوكاس الذي سيحصل على سعفة ذهبية فخرية، وعرّاب هوليوود فرانسيس فورد كوبولا الساعي للفوز بثالث سعفة ذهبية له مع فيلم Megalopolis، بالإضافة إلى نجوم من امثال ديمي مور وإيما ستون وسيلينا غوميز وآدم درايفر وريتشارد غير.

MISS 3