"محادثات دفاعية" أميركية - خليجية... و"مواجهة مفتوحة" في جامعة كولومبيا

غزة تنتظر "دخان" القاهرة الأبيض على "المقترح السخيّ"

02 : 00

وليّ العهد السعودي خلال استقباله وزير الخارجية الأميركي في الرياض أمس (أ ف ب)

مع انتعاش الآمال في التوصّل إلى اتفاق هدنة يتضمّن تبادلاً للأسرى والرهائن بين إسرائيل وحركة «حماس»، ينتظر سكّان غزة بفارغ الصبر أن تتكلّل الجهود المصرية والقطرية بالنجاح وأن يتصاعد «الدخان الأبيض» من القاهرة في أسرع وقت مُمكن، لكي تصمت الحرب، ولو موَقتاً، ويتكثّف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي بات بأمسّ الحاجة لتنفّس الصعداء وأخذ قسط من الراحة وسط مشهد سوداوي مليء بالموت والمآسي.

في السياق، أبدى وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال تواجده في المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، تفاؤله حيال المقترح الجديد للتوصّل إلى هدنة في غزة، الذي «أخذ في الاعتبار مواقف الجانبَين وحاول استخلاص الاعتدال»، فيما طالب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بوقف دائم وليس موَقتاً لإطلاق النار، وإنهاء معاناة سكان غزة «حتّى نتمكّن من التركيز على ما سيأتي بعد ذلك».

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال المنتدى في الرياض عن أمله في أن توافق الحركة على اتفاق الهدنة، وقال: «أمام «حماس» اقتراح سخيّ جدّاً من جانب إسرائيل. عليهم أن يُقرّروا، وعليهم أن يُقرّروا بسرعة. آمل في أن يتّخذوا القرار الصحيح»، معتبراً أنّه «في هذا الوقت، الأمر الوحيد الذي يقف بين شعب غزة ووقف إطلاق النار» هو «حماس»، فيما عقد اجتماع ثلاثي في القاهرة بين مصر وقطر و»حماس».

وكان لافتاً تأكيد بلينكن أن بلاده أصبحت شبه مستعدّة لتقديم ضمانات أمنية للسعودية إذا طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، وقال: «أعتقد أن العمل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة معاً في ما يتعلّق باتفاقياتنا، قد يكون قريباً جدّاً من الاكتمال»، مضيفاً: «لكن من أجل المضي قدماً في التطبيع، ستكون هناك حاجة إلى أمرَين: تهدئة في غزة ومسار موثوق به لإقامة دولة فلسطينية».

وأكد بن فرحان الذي التقى بلينكن «أنّنا قريبون جدّاً» من اكتمال الاتفاقات الأميركية - السعودية، موضحاً أنه «لقد تمّ بالفعل إنجاز معظم العمل». لكنّه شدّد على أن الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية هو «المسار الوحيد الذي سينجح».

كما التقى بلينكن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء أمس. وذكر المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة ماثيو ميلر في بيان أنّ بلينكن وبن سلمان «ناقشا الجهود المستمرّة لتحقيق السلام والأمن الإقليميَّين الدائمَين، بما في ذلك من خلال زيادة التكامل بين دول المنطقة وتعزيز التعاون الثنائي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية». وفي لقاء منفصل، اجتمع ولي العهد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفي وقت سابق، كشف بلينكن أمام وزراء مجلس التعاون الخليجي أن الولايات المتحدة ستجري محادثات في الأسابيع المقبلة مع دول المجلس الست حيال دمج الدفاع الجوي والصاروخي وتعزيز الأمن البحري، لافتاً إلى أن دول الخليج العربية اختارت من خلال اجتماعها مع الولايات المتحدة «تكاملاً أكبر» و»سلاماً أكبر».

وبالعودة إلى اتفاق الهدنة، كشف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال المنتدى في الرياض أن المقترح «السخيّ للغاية» المقدّم لـ»حماس» يتضمّن وقف إطلاق نار لـ40 يوماً والإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، في مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

في الغضون، ذكرت الخارجية الأميركية أن واشنطن توصّلت إلى أن 5 وحدات من الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتهاكات ضدّ فلسطينيين في الضفة الغربية قبل هجوم «حماس» في 7 تشرين الأوّل، واتخذت 4 منها إجراءات تُبعد احتمال فرض عقوبات أميركية عليها، مشيرةً إلى أن المشاورات مستمرّة مع الحكومة الإسرائيلية في شأن الوحدة الخامسة المعنية في الجيش الإسرائيلي.

تزامناً، أعرب البيت الأبيض عن معارضة واشنطن لقيام المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في شأن ممارسات إسرائيل في غزة، وسط تقارير عن تخوّف مسؤولين إسرائيليين من إصدار الهيئة مذكّرات توقيف بحقّهم، معتبراً من جهة أخرى أن من حق الجامعات والكليات اتخاذ قرار في شأن وجود الشرطة، مع تصاعد التوترات في جامعة كولومبيا في نيويورك بين المتظاهرين الداعمين للفلسطينيين وإدارة الجامعة التي هدّدت الطلّاب المحتجّين بعقوبات في حال لم يتفرّقوا.

وبعد فشل المفاوضات بين المحتجّين وإدارة الجامعة، حضّت رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق في بيان الطلّاب المتظاهرين على إخلاء خيمهم، متحدّثةً عن «درس بدائل داخليّاً لإنهاء هذه الأزمة في أقرب وقت مُمكن»، فيما طلبت الجامعة في وثيقة وزّعت على المتظاهرين بعنوان «إشعار للمخيّم»، إخلاء المكان بحلول الساعة 14:00 وإلّا «سيتمّ فصلكم في انتظار تحقيق».

لكنّ الطلّاب تعهّدوا بالدفاع عن خيمهم المنصوبة في الحديقة الرئيسية لحرم الجامعة، ودعوا فوراً إلى تظاهرة تلاها مؤتمر صحافي «لحماية المخيّم» في ما يبدو أن الأمور ذاهبة نحو «مواجهة مفتوحة»، في وقت دخلت فيه قوات الأمن الفرنسية حرم جامعة السوربون المرموقة في باريس وأخرجت نشطاء مناصرين للفلسطينيين نصبوا خيماً داخل الجامعة. وأُخرج نحو 50 متظاهراً من الحرم الجامعي ثمّ اقتيدوا في مجموعات تحت حراسة أمنية، وفق وكالة «فرانس برس».

وفي المنطقة، أسقطت فرقاطة تابعة للبحرية الإيطالية مسيّرة في البحر الأحمر كانت متّجهة نحو سفينة شحن تجارية أوروبّية كانت تواكبها قرب مضيق باب المندب، وفق «الدفاع» الإيطالية. بالتوازي، أفادت وكالة «يو كاي أم تي أو» البريطانية للأمن البحري أنها تلقّت بلاغاً عن تضرّر سفينة تجارية إثر وقوع انفجار قربها قبالة سواحل اليمن، مؤكدةً أن أيّاً من السفينة أو طاقمها لم يُصب بأذى.

MISS 3