"كورونا"... مخاوف من "موجات جديدة"!

حذّرت منظّمة الصحة العالميّة أمس من أن الفيروس التاجي، الذي لا يزال يجتاح العالم، لم تظهر له أنماط موسميّة وسيعود من جديد إذا تخلّت السلطات الطبّية عن ضغوطها لمقاومته. وأوضح رئيس برنامج الطوارئ في المنظّمة مارك راين أنّه يتعيّن على غرب أوروبا ومناطق أخرى التعامل بسرعة مع موجات التفشّي الجديدة، فيما حضّ مدير المنظّمة الدوليّة تيدروس أدهانوم غيبريسوس الحكومات والمواطنين على فعل ما أمكن لـ"احتواء" انتقال عدوى "كوفيد 19"، مشيراً إلى أنّ "عدد الإصابات المسجّلة ستبلغ هذا الأسبوع 20 مليوناً، والوفيات 750 ألفاً".

وتابع: "رسالتي واضحة... احتواء، احتواء، احتواء. إذا نجحنا باحتواء الفيروس بشكل فعّال، يُمكننا أن نُعيد فتح مجتمعاتنا بشكل آمن"، معدّداً الدول التي نجحت في التصدّي للفيروس القاتل، في وقت فرضت فيه باريس على غرار مدن أخرى وضع الكمامات إلزاميّاً في أكثر أحيائها اكتظاظاً، لردع تصاعد جديد في أعداد الإصابات. ويتعلّق الإجراء بنحو 100 حي غالبيّتها مواقع سياحيّة وتجاريّة.

وفي إيطاليا، حيث تراجع الفيروس بشكل كبير، يشعر السكان بالقلق إزاء الوضع لدى جيرانهم الأوروبّيين. وعنونت صحيفة "إيل كورييري ديلا سيرا": "فرنسا وإسبانيا والبلقان: إيطاليا محاطة بالعدوى".

وفي غضون ذلك، يستأنف عشرات الآلاف من الأطفال في ألمانيا دروسهم في 4 ولايات هذا الأسبوع. وفي برلين، شوهد التلاميذ والمعلّمون وهم يضعون أقنعة في المدارس أمس، ما عدا داخل الصف وفي الملاعب، إذ قالت مديرة مدرسة "كارل أورف" دومينيكا أكري: "عدنا إلى المدرسة مثلما غادرناها قبل العطلة، كان علينا وضع الكمامة الإلزاميّة في الممرّات، حتّى يعتاد الأطفال على ذلك". وأضافت: "كلّ فصل دراسي مجهّز بألواح شفافة لحماية المدرّسين".

أمّا نيوزيلندا، فقد أصبحت مثالاً يُحتذى به وأثارت اهتمام جميع الناس حول العالم، خصوصاً مع احتفالها بمرور 100 يوم من دون تسجيل أي حالة إصابة بـ"كورونا المستجدّ". وعدد الإصابات في هذا البلد لم يتجاوز 1569 شخصاً منذ بداية ظهور المرض في ووهان الصينيّة، وبعدد وفيّات بلغ 22 مريضاً.

ونيوزيلندا كانت قد سجّلت أولى حالاتها في شباط الماضي، حيث سارعت السلطات إلى وقف انتشار المرض من خلال فرض حظر داخل البلاد وإغلاق الحدود وتطبيق نظام لتتبّع الحالات ورصد المخالطين لها. وعلى الرغم من عدم تسجيل أي حالات جديدة في البلاد، إلّا أن السلطات لا تزال تُجري آلاف الاختبارات يوميّاً للتأكد من خلو مواطنيها من "كورونا"، وعدم حدوث موجة وبائيّة ثانية.

وفي الشرق الأوسط، فرض الأردن وضع الكمامات إلزاميّاً اعتباراً من يوم السبت المقبل في الأماكن العامة المغلقة لمكافحة تفشّي الفيروس الفتّاك، وسيُواجه غير الملتزمين غرامات ماليّة تترواح بين 30 إلى حوالى 300 دولار. ويهدف الإجراء إلى مكافحة الإصابات المحلّية الجديدة التي سُجّلت خلال الأيّام القليلة الماضية في محافظتَيْ إربد والمفرق شمال المملكة، والتي تبعث مخاوف من موجة وبائيّة ثانية قد تُشكّل ضربة موجعة للاقتصاد الأردني.

• كورونا
• نيوزيلندا