بشارة سماحة

استراتيجيّات رياضية

8 آب 2019

01 : 35

ليس غريباً أن يجتمع وزير الشباب والرياضة، وهو الوصي على الرياضة اللبنانية، مع رئيس اللجنة الأولمبية، وهو رأس الهرم للرياضة الأهلية، بصورة دوريّة، أو كلما دعت الحاجة، خصوصاً أنّ الرياضة المحلية بحاجة دائماً الى متابعة وإعادة "تحريك" لعجلتها التي تصدأ بين فترة وأخرى.

ومن قال إنّ الرياضة بخير؟

فالاجتماع الأخير بين "القطبين" الرياضيين لم يشذّ عن هذه القاعدة، ومن يقرأ جيداً بين سطور خبر الاجتماع الذي وُزّع على وسائل الاعلام، يدرك ضرورة العمل المتواصل لإعلاء شأن رياضة ضائعة بين هواية واحتراف "مشوه".

نقطتان يجب التوقّف عندهما في هذا الخبر: ورشة العمل الوزارية لوضع استراتيجية للرياضة اللبنانية تمتدّ لأربع سنوات، وما قاله جان همّام عن بعثة لبنان الى أولمبياد طوكيو 2020.

ورشة العمل ضرورية، على رغم أننا سمعنا كثيراً من وزراء سابقين للرياضة عن "استراتيجيات" لم يُنفّذ منها شيء، وبقيت الرياضة "مكانك راوح". لكننا سنتمسّك بخيطٍ رفيعٍ من أمل نريده مشرقاً لرياضتنا مع الوزير محمد فنيش، لكي لا نلعن ساعةً آمنّا فيها بقيامة جديدة للرياضة.

وهنا نسأل، ونحن لسنا "قليلي الإيمان": كيف ستقوم رياضة، وكيف ستعمل وزارة، طالما ان موازنتها تتعرّض دائماً للتخفيض ولـ"عصر نفقات"؟

أما كلام همّام عن تقليص وتحديد عدد الرياضيين الى أولمبياد 2020 (10 لاعبين ولاعبات كحدّ اقصى)، واعترافه بصعوبة إحراز ميدالية أولمبية، من دون أن يُقفل الباب على عدم استحالة تحقيقها، فتُرفع له القبعة، لأنه يدلّ على شفافية وصدقٍ عوّدنا عليهما رئيس اللجنة الأولمبية، ووضعٍ للأمور في نصابها، من دون الحاجة الى "عرض عضلات" ووعودٍ كثيرة كذّبتها المشاركات اللبنانية في الأولمبيادات السابقة.


MISS 3