تقرير أممي: إعادة إعمار غزّة قد تستمرّ 80 عاماً

بوادر إيجابية تُحيي آمال الهدنة و"حماس" إلى القاهرة

02 : 00

تُقدّر كلفة إعادة الإعمار بين 30 و40 مليار دولار (أ ف ب)

في حين تستمرّ الجهود الدبلوماسية العربية والغربية لكبح محرّكات الآلة العسكرية الإسرائيلية المصمّمة على اجتياح رفح في حال سقطت حظوظ الهدنة المرتقبة، برزت في الساعات الأخيرة، «بشائر إيجابية» للتوصل إلى اتفاق لوقف النار وإبرام صفقة تبادل الأسرى. واستندت تلك البوادر التفاؤلية إلى مؤشّرَين، الأوّل، ما أكده رئيس المكتب السياسي لـ»حماس» إسماعيل هنية بعد اتصال هاتفي مع وزير المخابرات المصرية عباس كامل أمس «على الروح الإيجابية عند الحركة في دراسة مقترح وقف إطلاق النار»، مثمّناً الدور الذي تقوم به قطر في الوساطة. وأشار البيان إلى أن وفداً من «حماس» سيزور مصر «في أقرب وقت لاستكمال المباحثات الجارية بهدف إنضاج اتفاق يُحقّق مطالب شعبنا بوقف العدوان».

أما الثاني، فهو ما نقله تلفزيون «القاهرة الإخبارية» عن مصدر مصري رفيع المستوى أن المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق على هدنة في قطاع غزة تشهد «تقدّماً إيجابيّاً». وأشار إلى أن الوفد الأمني المصري يُكثّف اتصالاته مع نظرائه الإسرائيليين ومع قادة «حماس» لحل بعض النقاط الخلافية المتبقية للتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة غزة.

في المقابل، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية راكيلا كارامسون أمس، إن «الأمر الوحيد الذي يمنع التوصل إلى اتفاق هو حماس»، وأضافت أن «الحركة لا تسعى إلا إلى التشدد في شروطها وترسيخ مطالب غير معقولة».

وفي وقت تتزايد فيه الانتقادات لإسرائيل من قبل المجتمع الدولي في ظل الحرب المتواصلة منذ نحو سبعة أشهر، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاء مع ناجين من المحرقة النازية، أن «اليهود سيقفون بمفردهم إذا اضطروا لذلك». وكرر إصراره على شنّ هجوم برّي على مدينة رفح بالرغم من المطالبات الأممية بالتخلّي عن هذه الخطط في ظل تكدّس مئات آلاف المدنيين في المدينة.

في السياق، شدّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت على «ضرورة أن تتضمّن أي عملية عسكرية محتملة في رفح خطة فعّالة لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من هناك والحفاظ على تدفّق المساعدات الإنسانية».

من جهّته، لفت المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إلى أن «الرصيف البحري الذي يقيمه الجيش الأميركي لتسريع تدفّق المساعدات الإنسانية إلى غزة سيفتح خلال أيام رغم سوء الأحوال الجوية الذي يعرقل الاستعدادات».

وأفاد تقرير أصدرته الأمم المتحدة أمس، بأن إعادة بناء المنازل في قطاع غزة يمكن أن تستمر إلى قرابة 80 عاماً إذا سارت الوتيرة بتوجه إعادة الإعمار نفسها في الصراعات السابقة. لكن التقرير الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ذكر أنه «في أفضل سيناريو ممكن، بحيث يتم تسليم مواد البناء بشكل أسرع 5 مرات مما كان عليه الأمر في الأزمة السابقة عام 2021، فإن ذلك سيتيح إعادة الإعمار بحلول عام 2040». وأعلنت أنها تقدّر كلفة إعادة إعمار قطاع غزة بما بين 30 إلى 40 مليار دولار نتيجة حجم الدمار الهائل وغير المسبوق.

إلى ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في القطاع الفلسطيني، وأفادت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» بأنّ 28 شخصاً على الأقل قُتلوا خلال 24 ساعة حتى صباح أمس. واستهدفت عمليات قصف شمال ووسط غزّة. وفي جنوب القطاع، استهدفت غارات جوية مدينة خان يونس التي باتت مدمّرة بعد أشهر من القتال، بينما أفاد شهود عيان عن قصف مدفعي على مشارف رفح.

MISS 3