كشفت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» عن مساعٍ يقوم بها رئيس مجلس النواب ورئيس حركة «أمل» نبيه بري لردم هوة الخلاف والنفور بين القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان، وتحديداً بين فصائل «منظمة التحرير»، بما فيها حركة «فتح»، و»تحالف القوى» بما فيها حركة «حماس»، بعدما لم تعقد «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» – الإطار الموحّد لها، أي اجتماع منذ أكثر من سبعة أشهر. ووفق المعلومات، فإنّ بري كلّف مسؤول الملف الفلسطيني في الحركة محمد الجباوي التواصل وعقد اجتماعات مع القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان، من أجل إعادة رأب الصدع وطي صفحة الخلافات وعقد اجتماع للهيئة، وخاصة في ظل حصول بعض الإشكالات الأمنية المتنقّلة، الأمر الذي يتطلّب تحصين استقرار المخيمات بمظلّة موحّدة وجامعة. ويأتي الحراك السياسي على خلفية مخاوف جدّية وتقديرات سياسية وأمنية بخطورة المرحلة المقبلة، ارتباطاً بتطورات العدوان الإسرائيلي على غزة وتوسّع دائرته على الجنوب اللبناني، ناهيك عن الاستهداف المتواصل الذي تتعرّض له وكالة «الأونروا» لإنهاء عملها وحصارها المالي، ما يتطلّب المزيد من الوحدة وتنسيق المواقف لمواجهة أي تداعيات.
وعلمت «نداء الوطن» أن اجتماعا مطوّلاً عقد في سفارة دولة فلسطين في بيروت بين الجباوي ومسؤولي فصائل «المنظمة» برئاسة أمين سرّها في لبنان فتحي أبو العردات، نوقشت خلاله مجمل الأوضاع الفلسطينية في لبنان والداخل على ضوء العدوان الإسرائيلي، وخلص إلى التوافق على متابعة البحث، قبل أن يلتقي الجباوي سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبّور للغاية ذاتها. وتقول المعلومات إنّ ثمّة تحفّظاً من بعض مسؤولي فصائل «المنظمة» ظهر على تسمية الإطار – «هيئة العمل المشترك الفلسطيني» في لبنان، وقد اقترح البعض تسميته «لقاء القوى والفصائل الفلسطينية» في لبنان، ليكون واضحاً بكونه هيئة تنسيق مشتركة، وليس مرجعية على اعتبار أنّ «المنظمة» هي المرجعية والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فيما تتمثّل في «الهيئة»، إضافة إلى «المنظمة» و»التحالف»، «القوى الإسلامية» و»أنصار الله». ولم تعقد «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» أي اجتماع منذ عملية «طوفان الأقصى» التي نفذّتها «حماس» في 7 تشرين الأول 2023، بعد تعليق اجتماعاتها بفعل خلافات بين بعض مكوّناتها، ومنها قيادتا «فتح» و»حماس» وقد عقدتا اجتماعاً واحداً في السفارة الفلسطينية في نهاية كانون الثاني 2024، رغم الخلافات التي تعتري علاقتهما والجهود السياسية التي تبذل لإنجاز المصالحة الوطنية، وآخرها من الصين، بعد روسيا والجزائر ومصر. ويتوقّع أن يستكمل الجباوي لقاءاته مع مسؤولي «التحالف» قريباً للغاية نفسها، في ظل إصرار بعضها على التمسك بذات التسمية والأهداف وفق ما اتفق عليها في الوثيقة التي وقّعها المشاركون فيها، وتنص على اعتبار الساحة الفلسطينية في لبنان استثنائية وتستدعي تناسي الخلافات بعيداً من الانقسام الفلسطيني، حيث تراوح المصالحة مكانها رغم تصريحات عدد من مسؤولي «حماس» الإيجابية، وآخرها لنائب رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية وقد أعرب فيها عن رغبة الحركة في الانضمام إلى «المنظمة» لتشكيل حكومة موحّدة لغزّة والضفة الغربية.