بايدن يُهدّد بحجب أسلحة... ونتنياهو: سنُقاتل بأظافرنا!

"إتفاق الهدنة" مؤجّل وإسرائيل مستمرّة بعملية رفح

02 : 00

من آثار القصف الإسرائيلي العنيف على حيّ الزيتون في مدينة غزة أمس (أ ف ب)

على الرغم من تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن بأنّ بلاده ستتوقّف عن تسليم إسرائيل بعض أنواع الأسلحة، لا سيّما أنواع محدّدة من القنابل والقذائف المدفعية، في حال شنّت الدولة العبرية هجوماً برّياً واسع النطاق على مدينة رفح، واصلت الدبّابات والمدافع والمقاتلات الإسرائيلية قصف مناطق في رفح أمس، في وقت انتهت فيه آخر جولة من مفاوضات الهدنة في القاهرة من دون التوصّل إلى اتفاق، ما دفع تل أبيب إلى التأكيد أنّها ستمضي قدماً في عمليّتها في رفح وأجزاء أخرى من قطاع غزة وفقاً لما هو مخطّط.

كلام بايدن لم يمرّ مرور الكرام في إسرائيل، حيث تخطّت بعض ردود الفعل على لسان وزراء من اليمين المتطرّف حدود «اللياقات الديبلوماسية»، فيما رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تهديد بايدن بشكل غير مباشر، مؤكداً استعداد بلاده للوقوف بمفردها إذا لزم الأمر. وقال: «مثلما قلت من قبل، سنُقاتل بأظافرنا إذا اضطررنا لذلك، ولكن لدينا ما هو أكثر بكثير من أظافرنا، فبهذه القوّة الروحية وبمساعدة الربّ سننتصر معاً»، مشدّداً على أن إسرائيل «حازمة وموحّدة من أجل دحر أعدائنا وأولئك الذين يبتغون تدميرنا».

وأكد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أنّ الجيش «يملك أسلحة كافية لإنجاز مهمّته في رفح»، بينما اعتبرت حركة «حماس» أن «اجتياح رفح» يهدف إلى «قطع الطريق» على محادثات الهدنة وتبادل الأسرى والرهائن، معلنةً أن وفدها المفاوض غادر القاهرة إلى الدوحة. بالتزامن، ذكرت «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي» أن مقاتليهما أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف «هاون» على دبّابات إسرائيلية محتشدة عند المشارف الشرقية لرفح.

وخلال مقابلة أجرتها معه شبكة «سي أن أن»، أجاب بايدن ردّاً على سؤال حول السبب الذي دفع إدارته الأسبوع الماضي إلى تعليق إرسال شحنة قنابل إلى الدولة العبرية، أنّ «مدنيين قُتلوا في غزة بسبب هذه القنابل... هذا أمر سيّئ». وأضاف: «إذا دخلوا (الإسرائيليون) إلى رفح فلن أزوّدهم بالأسلحة التي استُخدمت في السابق... ضدّ مدن». وتابع: «لن نُسلّمهم الأسلحة والقذائف المدفعية التي استُخدمت» حتّى الآن في الحرب.

لكنّ الرئيس الديموقراطي أكّد في الوقت عينه أنّ بلاده ستواصل «ضمان حماية إسرائيل بواسطة القبة الحديدية»، بينما اتهم الرئيس الأميركي السابق والمرشّح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، بايدن، بـ»الوقوف إلى جانب الإرهابيين» من «حماس»، معتبراً أن «ما يفعله بايدن في ما يتعلّق بإسرائيل أمر مشين». وإذ قال ترامب: «لقد تخلّى عن إسرائيل تماماً ولا يُمكن لأحد أن يُصدّق ذلك»، أكد أن «بايدن ضعيف وفاسد ويقود العالم مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة»، موضحاً أنه حال عودته إلى البيت الأبيض «سنُطالب بالسلام عبر القوّة».

وفي أوّل ردّ فعل للجانب الإسرائيلي على تهديد بايدن، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان لإذاعة إسرائيلية عامة إنّه «أمر صعب جدّاً وتصريح مخيّب للآمال إلى حدّ كبير يصدر عن الرئيس الذي أعربنا عن امتناننا له منذ بداية الحرب». وردّ أردان بالإشارة إلى أن إيران و»حماس» و»حزب الله» سيُفسّرون تصريحات بايدن على أنها «أمر يُعطيهم الأمل بالنجاح».

وفي خطاب يبدو أنه موجّه إلى بايدن، تعهّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مواصلة القتال. وقال: «أتوجّه إلى أعداء إسرائيل كما إلى أعزّ أصدقائنا: لا يُمكن إخضاع دولة إسرائيل ولا الجيش الإسرائيلي»، مضيفاً: «سنبقى أقوياء وسنُحقّق أهدافنا. سنضرب «حماس»، سنضرب «حزب الله»، وسنُحقّق الأمن».

في الأثناء، أبحرت سفينة حاويات أميركية محمّلة بالمساعدات من قبرص في اتجاه الرصيف الموَقت في غزة، في اختبار جديد للممرّ البحري المُخصّص لإيصال المساعدات إلى القطاع.

إقليميّاً، توعّدت حركة «النجباء» العراقية، إسرائيل، بالانتقام، بعد ضربات لتل أبيب طالت مواقع تابعة للحركة في منطقة السيّدة زينب في محيط العاصمة السورية دمشق. وهدّدت الحركة في بيان بأنّه «سنصل إلى أعماق الكيان، ولن تمرّ هذه الجرائم من دون عقاب».

وأوضح «المرصد السوري» أن «غارات جوية إسرائيلية طالت المركز الثقافي ومعسكراً للتدريب تابعَين لحركة «النجباء» الموالية لإيران في منطقة السيّدة زينب»، مشيراً إلى إصابة 3 من أعضاء الحركة.

MISS 3