تضرّر الكبد شائع لدى المصابين بكورونا

02 : 00

مقارنةً بالمرضى في المستشفيات الصينية، رصدت دراسة جديدة معدلات أعلى من فحوصات الكبد غير الطبيعية لدى مرضى يتلقون العلاج في مستشفيات أميركية. يبدو أن ارتفاع مستوى أنزيمات الكبد يرتبط بزيادة احتمال الدخول إلى العناية المركّزة وخطر الوفاة.

حلل باحثون في مركز الكبد التابع لجامعة "يال" في "نيو هافن" فحوصات كبد تعود إلى 1827 مصاباً بفيروس "كوفيد - 19". دخل جميعهم إلى مستشفيات "يال ونيو هافن" الصحية بين 14 آذار و23 نيسان 2020. تقيس هذه الفحوصات مستوى الأنزيمات التي يطلقها الكبد في مجرى الدم حين يتضرر. يكشف تحليل صيني للبيانات أن نتائج فحوصات الكبد كانت غير طبيعية لدى 15% من المصابين بفيروس "كوفيد - 19" في المستشفيات. لكن كانت النتائج غير طبيعية لدى 42 إلى 67% من المرضى عند دخولهم إلى المستشفى في دراسة جامعة "يال"، بحسب نوع الأنزيم الذي قاسته الفحوصات. وخلال إقامتهم في المستشفى، ارتفعت تلك النِسَب إلى 62 و83% على التوالي.

مرض كامن في الكبد

لا يعرف الباحثون بعد السبب الذي يجعل كبد المصابين الأميركيين بفيروس كورونا أكثر عرضة للأضرار، لكن قد تفسّر الاختلافات الصحية الكامنة بين الشعبَين الصيني والأميركي هذه الظاهرة.

يقول المشرف الرئيس على الدراسة، جوزيف ليم، مدير برنامج التهاب الكبد الفيروسي في مستشفى "يال": "قد نفترض أن المرضى الأميركيين يحملون معدلاً أعلى من عوامل الخطر الأخرى، منها مرض الكبد الدهني الكحولي أو غير الكحولي".

يرتبط مرض الكبد الدهني غير الكحولي بمشاكل البدانة وارتفاع ضغط الدم والكولسترول والسكري. تشير تقديرات "المعاهد الوطنية للصحة" إلى إصابة بين 30 و40% من الراشدين الأميركيين بهذا المرض. كذلك، يصاب ملايين الناس بالتهابات مزمنة في الكبد بسبب التهاب الكبد "ب" و"ج". عندما حلل الباحثون السجلات الطبية للمرضى، اكتشفوا أن نتائج فحص الكبد كانت غير طبيعية لدى ربعهم تقريباً قبل التقاط فيروس كورونا الجديد. وبغض النظر عن إصابتهم بمشاكل في الكبد قبل أو بعد دخول المستشفى بسبب عدوى "كوفيد-19"، ارتبطت تلك الاختلالات بتدهور تداعيات المرض.

بعد مراعاة مجموعة من عوامل الخطر الأخرى، بما في ذلك العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم ومرض السكري، لاحظ الباحثون أن المرضى المصابين بمشاكل في الكبد كانوا أكثر حاجة إلى دخول العناية المركّزة أو استعمال أجهزة التنفس الاصطناعي وأكثر عرضة للوفاة.

برأي الباحثين، لا تعكس هذه النتيجة طبيعة الضرر في الكبد نفسه بل الأضرار المباشرة التي يسببها الفيروس في مناطق أخرى من الجسم. تحمل خلايا الكبد مستقبلات الأنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين 2 التي يستعملها الفيروس للدخول إلى الخلايا، لكن يكشف تحليل العلماء أن معظم الأضرار تنجم عن التهابات مرتبطة بعدوى موجودة في منطقة أخرى، لا سيما القناة الصفراوية.

أثر جانبي للعلاج؟

كشفت الدراسة أيضاً رابطاً بين تضرر الكبد وبعض الأدوية التي يستعملها الأطباء لمعالجة فيروس "كوفيد - 19"، لا سيما دواء "توسيليزوماب". يوضح ليم: "لقد رصدنا رابطاً قوياً بين استعمال أدوية "كوفيد - 19" ونتائج فحوصات الكبد غير الطبيعية".

لكن بما أن الأطباء يميلون إلى وصف أدوية مثل "توسيليزوماب" إلى المرضى المصابين بحالة حرجة، لا يمكن التأكد من مسؤولية العلاج أو المرض عن تضرر الكبد. يجري فريق البحث راهناً دراسات عيادية ومخبرية لتحليل آثار "كوفيد - 19" على الكبد ويدعو إلى إطلاق أبحاث إضافية لفهم سبب تفاقم أضرار الكبد لدى المصابين بفيروس كورونا في الولايات المتحدة أكثر من الصين.

أخيراً، يعترف العلماء في تقريرهم بأن دراستهم كانت محدودة على بعض المستويات، فقد ارتكز تصميمها على تجارب ماضية ولم يحصل الباحثون على معلومات ديموغرافية وطبية أخرى عن المرضى مع أن هذه العوامل قد تؤثر على النتائج العيادية.


MISS 3