شدّدت الولايات المتحدة عقوباتها أمس على مجموعة الاتصالات الصينيّة العملاقة "هواوي" من أجل الحدّ من وصولها إلى شرائح وتقنيّات أميركيّة أخرى، بحسب ما كشفت وزارة التجارة الأميركيّة التي أوضحت أن العقوبات تشمل 38 من الشركات التابعة للمجموعة الصينيّة في أنحاء العالم كافة، متّهمةً الشركة بأنّها تستخدمها للتحايل على العقوبات التي تمنعها استيراد التكنولوجيا الأميركيّة.
وأشار وزير التجارة الأميركي ويلبر روس إلى أن "هواوي" والشركات التابعة لها "عملت عبر أطراف ثالثة من أجل استخدام التكنولوجيا الأميركيّة بطريقة تُقوّض الأمن القومي الأميركي ومصالح السياسة الخارجيّة"، لافتاً إلى أن "التدبير الجديد يوضح أن أي استخدام للبرامج أو لمكوّنات التصنيع الأميركيّة لإنتاج منتجات لـ"هواوي"، محظور ويتطلّب ترخيصاً".
وتابع روس: "لذلك، فإنّ الأمر يتعلّق بسدّ الثغرات لمنع أي فاعل شرّ من الوصول إلى التكنولوجيا الأميركيّة، حتّى عندما يُحاول القيام بذلك بطريقة غير مباشرة ومخادعة للغاية". وسيطال إجراء وزارة التجارة الشركات التابعة لـ"هواوي" في 21 دولة، من ضمنها الصين والبرازيل والأرجنتين وفرنسا وألمانيا وسنغافورة وتايلاند وبريطانيا. وبموجب هذا الإجراء، تُمنع أي شركة من الحصول على أي برنامج أو تقنيّة صُنِعَت في الولايات المتحدة لاستخدامها في المنتجات أو المكوّنات.
كذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مقابلة مع "فوكس نيوز" إنّ "هواوي تتجسّس على بلدنا"، معتبراً أنّها "أمور معقّدة للغاية، هناك رقائق دقيقة وهناك أشياء لا يُمكنك حتّى رؤيتها"، في حين ذكر وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو في بيان أنّ "إدارة ترامب ترى "هواوي" على حقيقتها، ذراع مراقبة للحزب الشيوعي الصيني". وأضاف أن العقوبات الجديدة فُرِضَت "لحماية الأمن القومي للولايات المتحدة وخصوصيّة مواطنينا وسلامة البنية التحتيّة للجيل الخامس من تأثير بكين الشرير". كما يسعى ترامب إلى حظر تطبيق "تيك توك" الشهير إذا لم يُسحب من الشركة الأم الصينيّة "بايتدانس".وحظرت إدارة ترامب شركة "هواوي" من شبكات تقنيات "الجيل الخامس" (5 جي) اللاسلكيّة في الولايات المتحدة وضغطت على حلفائها للقيام بالمثل. وفي هذا الإطار، أعلنت المملكة المتحدة منتصف تموز حظر أي معدّات لـ"هواوي" في إطار تطوير شبكة "الجيل الخامس" على أراضيها. كما حظرت أستراليا واليابان "هواوي" على أراضيهما.
