في أواخر نيسان 2024، أعلنت إدارة مكافحة المخدرات الأميركية أنها تخطط لتخفيف القيود الفدرالية المفروضة على استعمال القنب، ما يعني أن تُغيّر تصنيفه من مخدرات غير قابلة للاستعمال لأغراض طبية إلى نوعٍ يتراجع احتمال تسبّبه بالإدمان. تشمل هذه الفئة الأخيرة أدوية مثل التايلينول الذي يحتوي على مادة الكودين، والتستوستيرون، وستيرويدات ابتنائية أخرى.
يشير هذا التعديل التاريخي إلى اعتراف واضح بمنافع القنب الطبية الواعدة. تتزامن هذه الخطوة مع زيادة الاهتمام باستعمال السيلوسيبين، أي العنصر الناشط في الفطر السحري، لمعالجة الاكتئاب، والألم المزمن، وحالات أخرى.
تشير هذه التطورات إلى تغيير جذري في السياسات الفدرالية المعتمدة منذ فترة طويلة بشأن مواد حمل استعمالها طابعاً إجرامياً تاريخياً أو أُعيقت الأبحاث المرتبطة بمنافعها العلاجية المحتملة.
يُعرَف القنب أيضاً باسم «ماريجوانا»، وهو نبات طبي قديم. تُستعمل الأدوية الغنية بالقنب منذ 5 آلاف سنة على الأقل لمعالجة أمراض مثل التهاب المفاصل وتسكين الألم خلال الجراحة وبعدها.
استمرت تلك الاستعمالات على مر العصور القديمة ووصلت إلى الحقبة المعاصرة، إذ تُستعمل الأدوية الغنية بالقنب راهناً لمعالجة بعض اضطرابات الصرع، وتسهيل اكتساب الوزن لدى المصابين بفقدان الشهية لأسباب مرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية أو مرض الإيدز، ومعالجة الغثيان خلال العلاج الكيماوي.
لكن على غرار أي مواد أخرى تدخل إلى الجسم، يترافق القنب مع بعض المخاطر الصحية. تشير هذه العلاجات القديمة و»الجديدة» نسبياً إلى التقاطع الفوضوي بين المخدرات والأدوية والمجتمع. كان مبرراً أن يزيد الحماس بشأن استعمالات القنب والسيلوسيبين، ما أدى إلى ظهور سياسات حكومية تُسهّل الوصول إليها في بعض الحالات. لكن لا تزال قوانين تجريم استعمالها تطرح عائقاً أمام توسيع الأبحاث العلمية.
فيما تُراجع المجتمعات المعاصرة التاريخ الحافل بحالات الشفاء عبر استعمال تلك الأدوية القديمة، قد تشكّل التعديلات المقترحة حديثاً خيارات أكثر أماناً لملايين المصابين بألم مزمن.