موسكو تتقدّم في خاركيف... وبوتين: الهدف إقامة "منطقة عازلة"

عمليّات إجلاء المدنيين من منطقة خاركيف كانت لا تزال مستمرّة أمس (أ ف ب)

واصلت الوحدات الروسية تقدّمها الميداني في منطقة خاركيف، حيث حذّرت كييف من أن قوات الكرملين تُدمّر مدينة فوفتشانسك، بالتزامن مع تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجوم على خاركيف هدفه إقامة «منطقة عازلة» في مواجهة الهجمات التي تطال الأراضي الروسية، مشيراً في الوقت عينه إلى أن جيشه لا يعتزم حاليّاً الاستيلاء على مدينة خاركيف.

وكشفت الدفاع الروسية أن جيشها سيطر على 12 قرية في منطقة خاركيف خلال أسبوع، فيما أشار حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف إلى أن القوات الأوكرانية لم تتمكّن لغاية الآن من إيقاف العدوّ، وقال: «يستخدم العدوّ الدبّابات والمدفعية لتدمير فوفتشانسك»، مؤكداً أنّه «من المستحيل عمليّاً التواجد في المنطقة».

وغالباً ما يلجأ الجيش الروسي إلى سياسة «الأرض المحروقة» التي تقضي بتدمير المدن الأوكرانية بالقصف المتكرّر والعنيف لبسط سيطرته عليها، كما حصل في باخموت العام الماضي، وأفيدييفكا في شباط.

وتقدّمت القوات الروسية في محور هجومها الثاني في المنطقة في اتجاه الغرب، مستهدفة قرية لوكيانتسي، لفتح الطريق إلى ليبتسي، وهي منطقة أخرى على الطريق المؤدّي إلى خاركيف، في حين لفت قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي إلى أن القوات الروسية «وسّعت منطقة القتال النشطة بمقدار 70 كيلومتراً».

وشدّد على ضرورة «صدّ أي تقدّم جديد»، متعهّداً باللجوء إلى «الضربات الجوّية والصاروخية والمدفعية والدبّابات لإلحاق أكبر قدر من الخسائر»، في وقت تحدّثت فيه موسكو عن إطلاق كييف أكثر من 100 طائرة مسيّرة خلال الليل فوق مناطق روسية والبحر الأسود وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014، ما أسفر عن مقتل شخصين وأدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي واشتعال حرائق في البنية التحتية للطاقة الروسية.

في السياق، قال بوتين خلال مؤتمر صحافي في مدينة هاربين في شمال شرق الصين التي يزورها منذ الخميس: «ما يحصل في اتجاه خاركيف يتحمّلون هم (الأوكرانيون) أيضاً مسؤوليّته، لأنّهم قصفوا ويواصلون قصف المناطق السكنية في المناطق الحدودية (الروسية)، بما فيها بيلغورود».

من جهة أخرى، أكد بوتين خلال افتتاح معرض تجاري روسي - صيني في هاربين، رغبة موسكو في تعزيز تعاونها مع بكين في مجالَي الطاقة والتجارة، وقال: «روسيا مستعدّة وقادرة على أن تُغذّي من دون انقطاع الاقتصاد الصيني والشركات والمدن بطاقة مقبولة الكلفة ونظيفة بيئيّاً». وفي وقت لاحق، زعم أن الشراكة بين موسكو وبكين ليست موجّهة ضدّ أحد، لافتاً إلى أن البلدَين «عنصران مهمّان في الحضارة المعاصرة».

توازياً، حذّرت الخارجية الروسية، الغرب، معتبرةً أنه «يلعب بالنار» من خلال السماح لكييف باستخدام صواريخ وأسلحة غربية في ضرب روسيا، متوعّدةً أن موسكو لن تترك أي عمل من هذا القبيل يمرّ بلا ردّ، في حين أوضح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن ديبلوماسية بلاده مع الغرب منصبّة حاليّاً على إدارة الأزمات ومحاولة ضمان عدم تحوّل التوتّر إلى صراع واسع النطاق، لافتاً إلى أن الضمانات الأمنية التي سعت إليها بلاده وناقشتها مع الغرب عام 2021، لم تعُد مناسبة في ظلّ التطوّرات الحاصلة.