شمال سوريا... التصعيد يسابق "المنطقة الآمنة"

01 : 20

أبدى النظام السوري أمس "رفضه القاطع" للاتفاق الأميركي - التركي الرامي إلى العمل على إنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا، محمّلاً الأكراد مسؤوليّة ذلك، في وقت أعرب القيادي الكردي البارز وأحد مهندسي الإدارة الذاتيّة ألدار خليل لوكالة "فرانس برس" عن ارتياحه للاتفاق، لكنّه اعتبر أن تفاصيله لا تزال غامضة. وقال: "قد يكون هذا الاتفاق بداية أسلوب جديد، ولذلك سنُقيّم الأمر بحسب المعطيات والتفاصيل وليس اعتماداً على العنوان"، مضيفاً: "أردوغان مُصرّ في كافة الأحوال على إنهاء وجودنا".

وبدا الاتفاق وكأنّه محاولة جديدة لكسب الوقت، إذ لم يتضمّن أيّ تفاصيل معلنة حول حجم تلك المنطقة الآمنة أو موعد بدء إنشائها أو كيفيّة إدارتها، بل اكتفى بالإشارة إلى أنها ستكون "ممراً آمناً"، مع التأكيد على ضرورة عودة اللاجئين السوريين في تركيا، وهو البند اللافت الوحيد في الاتفاق، إذ يرى مراقبون أن أحد أهداف أنقرة يكمن في محاولتها وضع يدها على مناطق جديدة في سوريا تُعيد إليها اللاجئين السوريين لديها.

وفي هذا السياق، رأى وزير الخارجيّة التركي مولود تشاوش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في أنقرة أنّ الاتفاق "خطوة جيّدة جدّاً"، محذّراً في الوقت ذاته من أنّ بلاده "لن تسمح بأن يتحوّل إلى محاولة لكسب الوقت"، وقال: "يجب أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ". في حين أكدت الخارجية الأميركية ليلاً أنّ المفاوضات مستمرة مع أنقرة بشأن الاتفاق على التفاصيل الخاصة بموضوع "المنطقة الآمنة"، معربةً عن دعم عودة أي لاجئ بشكل طوعي إلى سوريا، مع الإشارة إلى أنّ الاتفاق الذي تتم بلورته راهناً مع تركيا "لن يتضمن أي بند بشأن التغيير الديموغرافي للمنطقة".

إلى ذلك، تظاهر عشرات الأشخاص في مدينة رأس العين السوريّة بالقرب من الحدود التركيّة احتجاجاً على تهديدات أنقرة الأخيرة بشنّ عمليّة عسكريّة شرق الفرات، معربين عن رفضهم لأيّ وجود تركي في مناطقهم وإن كان ضمن المنطقة الآمنة، بينما أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكريّة إضافيّة وذخيرة إلى بلدة سوروتش الحدوديّة مع سوريا، وذلك في إطار دعم وتعزيز القوّات المنتشرة هناك.

ميدانياً، سيطرت قوات النظام على قريتَيْ الصخر والجيسات في شمال حماة عند الحدود الإدارية مع محافظة إدلب، في شمال غربي سوريا، في إطار تقدّمها المستمرّ على حساب الفصائل الجهاديّة منذ إنهاء اتفاق لوقف إطلاق النار، وفق ما أفاد "المرصد السوري". ويأتي هذا التقدّم، غداة سيطرة جيش النظام على قرية الأربعين وبلدة الزكاة في شمال حماة أيضاً. ويُواصل النظام عملياته العسكرية على محاور عدّة في ريف حماة الشمالي، جنوب محافظة إدلب، حديث تدور معارك ضارية يُرافقها قصف جوّي وبرّي كثيف.

تزامناً، أثار استئناف المعارك في إدلب قلقاً أممياً متزايداً حسبما عبّر المسؤول الإنساني الخاص بسوريا في الأمم المتّحدة بانوس مومتزيس لافتاً إلى أنّ الوضع السائد خلّف "ذعراً تاماً" بين السكّان، محذّراً في المقابل النظام السوري من "اللعب بالنار" ومبدياً خشيته من خروج الأمر عن السيطرة. وأوضح أن الاستعدادات وضعت من أجل دعم نحو 900 ألف نازح، وتساءل: "ما هي الخطّة في شأن 3 ملايين شخص هناك؟ هذا سؤال لم نجب عليه بعد".


MISS 3