إتهمت وزارة الدفاع الأميركية روسيا بأنها أطلقت سلاحاً فضائيّاً ونشرته في المدار نفسه لقمر اصطناعي تابع للحكومة الأميركية. وقال الناطق باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر خلال مؤتمر صحافي مساء الثلثاء: «أطلقت روسيا في مدار أرضي منخفض قمراً اصطناعيّاً نعتبره سلاحاً فضائيّاً قادراً على مهاجمة أقمار اصطناعية أخرى موضوعة في مدار منخفض أيضاً».
وأوضح رايدر أن السلاح الفضائي الروسي أطلق في المدار في 16 أيّار ونشر «على المدار نفسه لقمر اصطناعي حكومي أميركي»، مؤكداً أن واشنطن التي تبقى متأهّبة للدفاع عن مصالحها، ستواصل مراقبة الوضع. واعتبر أنّه «لدينا مسؤولية البقاء مستعدّين لحماية المجال الفضائي والدفاع عنه».
في المقابل، ردّ نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قائلاً: «لا أعتقد أنّنا يجب أن نردّ على أي أخبار كاذبة من واشنطن»، وأضاف: «فليقل الأميركيون ما شاءوا، لكن سياستنا لا تتغيّر»، زاعماً أن موسكو «تُعارض دوماً نشر أسلحة هجومية في مدار أرضي منخفض».
وشدّد ريابكوف على أن برنامج الفضاء الروسي يتطوّر كما هو مقرّر، ويشمل مهام تهدف إلى تعزيز القدرة الدفاعية، لكنّه أوضح أن «هذا ليس جديداً». ورأى أن الولايات المتحدة أخطأت حين رفضت المقترحات الروسية في شأن تعزيز أمن الأنشطة الفضائية، ومن بينها مقترح متعلّق بإبرام معاهدة لمنع سباق التسلّح في الفضاء.
في السياق، أكد المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو تصرّفت بما يتفق تماماً مع القانون الدولي، وقال: «نحن لا ننتهك أي شيء. لقد دعونا مراراً إلى حظر نشر أي أسلحة في الفضاء. وللأسف، رُفضت مبادراتنا، بما في ذلك من الولايات المتحدة».
وفي أوكرانيا، أعلنت روسيا أن قوّاتها سيطرت على قرية كليشتشييفكا، وهي من البلدات القليلة في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا التي استعادتها قوات كييف في هجومها المضاد عام 2023 والذي مُني بالفشل في نهاية المطاف. وتقع كليشتشييفكا جنوب مدينة باخموت التي دمّرتها المعارك واستولى عليها الجيش الروسي في أيار 2023 بعد معركة استمرّت 10 أشهر.
توازياً، تسبّب هجوم بمسيّرة على سيارة شرطة «كانت في طريقها لإنقاذ مدنيين»، بحسب كييف، بمقتل شرطي أوكراني فيما أُصيب آخر بجروح في فوفتشانسك، المدينة الواقعة في قلب المواجهات في خاركيف.
في المقابل، قُتل رجل وأُصيب شخصان آخران بشظايا مسيّرة أوكرانية أُسقطت فوق بيلغورود، بحسب حاكمها فياتشيسلاف غلادكوف. وقُتل شخص وأُصيب اثنان آخران في ليسيتشانسك في منطقة لوغانسك شرق أوكرانيا، بعد إطلاق النار من قِبل القوات المسلّحة الأوكرانية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية «تاس» عن مصدر في خدمات الطوارئ.
من جهة أخرى، سلّمت السلطات الروسية 6 أطفال أوكرانيين كانوا محتجزين في روسيا إلى عائلاتهم، بعد وساطة من قطر، وفق وكالة «تاس»، في حين يُتّهم الكرملين بتنظيم ترحيل آلاف القاصرين من أوكرانيا.
وأُعيد الصبيان الستة الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً، وبينهم شقيقان، إلى ذويهم في مقرّ السفارة القطرية في موسكو بحضور ممثلين عن مفوضة شؤون الأطفال الروسية ماريا لفوفا بيلوفا التي سبق أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكّرة توقيف بحقّها بتُهمة «الترحيل غير القانوني» لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.
إقليميّاً، طلبت فنلندا وليتوانيا من روسيا شرح خطّتها لتعديل حدودها البحرية مع البلدَين من جانب واحد، واعتبرتا أن ذلك قد يكون فصلاً جديداً من «الحرب الهجينة». وبموجب مشروع المرسوم الذي طرحته وزارة الدفاع الروسية أخيراً، تعتزم موسكو توسيع مياهها الإقليمية عن طريق تعديل حدودها مع فنلندا وليتوانيا في بحر البلطيق.