كييف توقف الهجوم الروسي في خاركيف

زيلينسكي متفقّداً موقعاً تعرّض لقصف روسي قبل يوم واحد في خاركيف أمس (أ ف ب)

أوقفت القوات الأوكرانية الهجوم الروسي على خاركيف المستمرّ منذ أسبوعين، معلنةً بدء هجوم مضادّ في هذه المنطقة في شمال شرق البلاد التي زارها الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس. ووصف الكولونيل في الجيش الأوكراني إيغور بروخورينكو، الوضع بأنه «صعب»، لكنّه «مستقرّ وتحت السيطرة» في هذه المنطقة حيث يدور قتال عنيف، خصوصاً بهدف السيطرة على بلدة فوفتشانسك التي قُسّمت إلى شطرين وحيث اتهمت كييف موسكو بارتكاب انتهاكات.

في السياق، كشف قائد الجيش الأوكراني ألكسندر سيرسكي في رسالة عبر «تلغرام» أنّ «العدوّ عالق في معارك شوارع في فوفتشانسك وقد مُني بخسائر كبيرة جدّاً»، لافتاً إلى أنّ روسيا تُرسل «جنود احتياط» لمواصلة هجومها.

مع ذلك، اتّسمت نبرة سيرسكي بالتشاؤم عندما تطرّق إلى قطاعات أخرى على الجبهة. فإلى الجنوب من خاركيف، حيث تشنّ القوات الروسية هجوماً قرب كوبيانسك منذ عام تقريباً، أشار قائد الجيش الأوكراني إلى أنّ «الوضع معقّد في قطاع كيسليفكا، حيث يسعى العدوّ إلى اختراق دفاعاتنا والوصول إلى نهر أوسكيل».

أمّا في منطقة دونباس، فقد تحدّث سيرسكي عن مواجهات عنيفة في اتجاه تشاسيف يار وبوكروفسك وكوراخوفي، حيث يُسيطر الروس على مناطق منذ أشهر، من دون أن يتمكّنوا من تحقيق اختراق حاسم حتّى الآن.

وأوضح أنّ «المعارك الأكثر حدّة والأكثر عنفاً تدور في قطاعات بوكروفسك وكوراخوفي»، مشيراً إلى أنّ «العدوّ يسعى إلى اختراق دفاع قوّاتنا في قسم ضيّق من الجبهة بين ستاروميخايليفكا وبرديتشي».

إقليميّاً، شدّد الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ على أن الحلف «يتضامن» مع إستونيا في مواجهة أي تهديد لسيادتها، وذلك بعد الحادث الحدودي مع روسيا، مشيراً إلى أنّه تحدّث مع رئيسة الوزراء كاجا كالاس، فيما اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إزالة روسيا الخميس العوامات التي ترسم حدودها مع إستونيا على نهر نارفا، خطوة «غير مقبولة».

في الأثناء، كشفت حكومة ليتوانيا أن الدول الست الأعضاء في «الناتو» والمجاورة لروسيا، توافقت على إقامة «سور من المسيّرات» بهدف الدفاع عن حدودها ضدّ «الاستفزازات». وستستخدم الدول أيضاً أنظمة مضادة للطائرات المسيّرة لوقف تلك العائدة إلى العدوّ. وأعلنت ليتوانيا الخطّة بعد محادثات مع دولتَي البلطيق الأخريَين إستونيا ولاتفيا، بالإضافة إلى فنلندا والنروج وبولندا.

وبعدما كانت قد وجّهت أصابع الاتهام إلى كييف سابقاً، أقرّت موسكو أمس على لسان مدير جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورنيكوف، للمرّة الأولى بوضوح، بمسؤولية تنظيم «الدولة الإسلامية - ولاية خراسان» عن الهجوم الإرهابي على قاعة حفلات قرب موسكو أسفر عن سقوط 144 قتيلاً في 22 آذار.