قبل 3 أسابيع من قمّة للسلام حول أوكرانيا، طالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي جو بايدن بالمشاركة فيها، وذلك خلال زيارة لبلجيكا التي تعهّدت بتزويد كييف بـ30 مقاتلة من طراز «أف 16» بحلول 2028 لدعمها في الحرب مع روسيا.
واعتبر الرئيس الأوكراني أن غياب بايدن سيكون بمثابة دعم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما لم تؤكد واشنطن مشاركته في القمّة المقرّرة في سويسرا في 15 و16 حزيران.
وقال زيلينسكي إلى جانب رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إنّ الدول التي تُقاطع القمّة «راضية» عن الحرب التي تشهدها أوكرانيا منذ أكثر من عامَين، متّهماً بوتين بالرغبة في «إفشال» هذه القمّة.
في المقابل، رأى الكرملين أن تنظيم هذه القمّة من دون مشاركة روسية سيكون «عبثيّاً»، فيما أوضح بوتين أن بلاده لم تنسحب أبداً من محادثات السلام مع أوكرانيا، مؤكداً استعدادها لاستئنافها. ولفت إلى أن كييف هي التي انسحبت من عملية التفاوض.
ورأى الرئيس الروسي أن على أوكرانيا إجراء انتخابات رئاسية بعد انتهاء فترة ولاية زيلينسكي، إذ لم تُنظّم انتخابات في ظلّ استمرار الحرب في البلاد. واعتبر أن السلطة الشرعية الوحيدة في أوكرانيا الآن هي للبرلمان الذي يجب أن يتولّى رئيسه السلطة في البلاد.
من جهة أخرى، حذّر بوتين خلال زيارة لأوزبكستان من أنه ستكون هناك «عواقب خطرة» إذا أعطت الدول الغربية موافقتها لأوكرانيا على استخدام أسلحتها في ضربات على الأراضي الروسية، وقال: «في أوروبا، خصوصاً في الدول الصغيرة، يجب أن يكونوا مدركين لما يقومون به. يجب أن يتذكّروا أنّهم دول ذات أراض صغيرة مع كثافة سكانية عالية... يجب أن يأخذوا ذلك في الاعتبار قبل الحديث عن ضرب الأراضي الروسية في العمق». كما أشار إلى وجود مدرّبين عسكريين غربيين في أوكرانيا يُقدّمون أنفسهم على أنهم مقاتلون مرتزقة.
وخلال زيارته الخاطفة لبروكسل أمس بعد توقف في مدريد الإثنين وآخر في لشبونة بعد ظهر أمس، وقّع زيلينسكي ودي كرو بالأحرف الأولى على اتفاقية ثنائية تنصّ على تسليم بلجيكا كييف 30 مقاتلة «أف 16» بحلول 2028. وقال رئيس الوزراء البلجيكي: «تستحقّون المعدّات المناسبة لحماية شعبكم من أي هجوم غير مشروع على الإطلاق».
وكشف زيلينسكي أن اتفاقية المساعدة العسكرية «طويلة الأجل» تتضمّن مساعدة من بلجيكا في تأمين الأسلحة والذخيرة والمدرّعات بقيمة 977 مليون يورو في عام 2024 وحده، لافتاً إلى أن أوّل مقاتلة «أف 16» من الثلاثين الموعودة ستُسلّم «هذا العام». وبعد لقاء مع ملك بلجيكا فيليب السادس، اختتم زيلينسكي زيارته لبلجيكا ظهراً بلقاء مع مدرّبين وفنيين بلجيكيين متخصّصين في مقاتلات «أف 16» في مطار ميلسبروك.
وبينما تطلب كييف من شركائها الغربيين السماح لها باستخدام الأسلحة الغربية البعيدة المدى ضدّ أهداف في روسيا، دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الدول الـ27 إلى الاتفاق على هذا الموضوع، معتبراً أن استخدام الأسلحة الغربية التي تُسلّم لأوكرانيا على الأراضي الروسية «مُمكن تماماً».
في السياق، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة السماح لكييف بـ»تحييد» القواعد العسكرية الروسية التي تُطلق منها قوات موسكو الصواريخ على أوكرانيا، وقال: «نعتقد أنه يتعيّن علينا السماح لهم بتحييد المواقع العسكرية التي تُطلق منها الصواريخ، ومن حيث تتعرّض أوكرانيا للهجوم»، مشدّداً على أنه «يجب ألّا نسمح لهم بالتعرّض لأهداف أخرى في روسيا، خصوصاً القدرات المدنية».
على صعيد آخر، كشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أن الوكالة تمكّنت من التوصّل إلى تفاهم مع روسيا في شأن سلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وفق وكالة «تاس».