في يومه «اللبناني» الثاني، افتتح الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان برنامجه بزيارة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في مبنى الكتلة في حارة حريك، بحضور مسؤول العلاقات الدولية عمّار الموسوي، قبل أن ينتقل والسفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو والوفد المرافق، إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي جدّد تمسّكه بمبادرته لانتخاب رئيس للجمهورية، مكرّراً الدعوة و»من دون شروط مسبقة «للتشاور» حول موضوع واحد هو انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم الانتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس بدورات متتالية من ضمن قائمة تضمّ عدداً من المرشحين حتى تتوّج المبادرة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية».
والتقى لودريان كتلة «تجدد» وأبدى النائب ميشال معوَّض بعد اللقاء الحرص «على انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد» والإصرار «على أن يمثّل الرئيس الدولة ومصالحها، لا أن يمثّل فريقاً مسلحاً». أضاف: «هناك تقدّم إيجابي باستعمال رئيس مجلس النواب كلمة تشاور واعتماد مبدأ الجلسات المفتوحة ونحن منفتحون تحت سقف الدستور».
وزار لودريان البيت المركزي في الصيفي والتقى رئيس «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل بحضور النوّاب: سليم الصايغ، نديم الجميّل والياس حنكش وعضو المكتب السياسي الكتائبي جويل بو عبود ورئيس جهاز العلاقات الخارجية مروان عبدالله.
وأكّد الجميّل للموفد الفرنسي إصرار الحزب «على انتخاب رئيس بأسرع وقت» واستعداده «لتسهيل هذه المهمة والمساعدة باتجاه انتخاب رئيس، وفي الوقت نفسه حذّرناه من بعض المطبّات التي يمكن أن تكون في طور التحضير، على أمل أن يؤمّن الضمانات اللازمة لنطمئن للمسار». وأوضح أن الضمانات «تتمحور حول نقطتين أساسيتين، الأولى: أن ليس المهم شكل الحوار والمناقشات بل هل هناك التزام من الرئيس بري بالدعوة لجلسة مفتوحة بدورات متتالية بغض النظر عن نتائج الحوار». أمّا الضمانة الثانية «فتتمثل بحضور نواب الممانعة الجلسة، لأن بري يمكن أن يدعو الى جلسة يقاطعها النواب ولا يؤمّنون النصاب وعملياً نكون عدنا الى نقطة الصفر». وأعلن الجهوزية «للتعاطي بإيجابية، لكننا لن نستسلم أو نسلم البلد لـ»حزب الله».
ثم زار لودريان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، قبل أن يتوجّه إلى معراب للقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في حضور النائب جورج عقيص، عضو الهيئة التنفيذية جوزيف جبيلي، رئيس جهاز العلاقات الخارجية ريشار قيومجيان وعضو الجهاز طوني درويش. وبعد لقائه لودريان، قال جعجع: «إن سُمّي حواراً أو تشاوراً لن نقبل بالأعراف، ولودريان قال إنّ بري كان إيجابيّاً لذا فليتفضّل ويدعُ إلى جلسة».
وشدّد على «أننا لن نقبل بمنح رئيس مجلس النواب صلاحيات ليست له وبأن يمرّ كلّ استحقاق به حكماً ونحن أوّل المدافعين عن صلاحيات الرئاسة الثانية بما يسمح به الدستور والقانون». واعتبر جعجع أنّ «محور الممانعة يريد معرفة هوية الرئيس قبل جلسة الانتخاب وهذا غير وارد وهم لم يقبلوا بالخيار الثالث فيما نحن أبدينا كلّ استعداد». ولبّى أعضاء تكتل «الاعتدال الوطني» النواب: وليد البعريني، أحمد الخير وأحمد رستم، وأعضاء تكتل «لبنان الجديد» النواب عماد الحوت، نبيل بدر ونعمت افرام، دعوة لودريان، إلى مأدبة غداء، في قصر الصنوبر، في حضور ماغرو. ولفت المكتب الإعلامي للخير إلى أنه خلال اللقاء «تم التأكيد أن تكتل «الإعتدال»، ومن خلال مبادرته المستمرّة، في حال تكامل مع الجهد الفرنسي المشكور، ومع جهود اللجنة الخماسية وما تضمّنه بيانها الأخير، ويتعاطى بكل إيجابية وانفتاح مع كل الجهود الداخلية التي تبذل، من أجل اقتناص أي فرصة مؤاتية لإنهاء الفراغ الرئاسي، والوصول إلى حلول ترضي الجميع، وتدفع باتجاه التوافق».
النائب افرام وصف اللقاء بالـ»بنّاء» مع «أخبار عن حركة جدّية تنطلق من موضوع اجتماعاته مع «حزب الله» والرئيس برّي وغيرهم، تبشّر بفصل مسار الرئاسة عن النزاعات في جنوب لبنان وغزّة». وأضاف: «عرض لودريان أنّ الفريقين مستعدّان لعقد جلسات مفتوحة للانتخاب. وناقشنا كيفيّة إتمام الدعوة للتشاور وآلياته في قاعات المجلس. وكان بحث حول كيفيّة تسهيل مواكبة ومتابعة تطوّر التشاور لكلّ الأفرقاء، للدخول إلى الانتخابات بعد انتهاء المهلة المحدّدة للتشاور بصورة واضحة للجميع، لتكون عملية انتخاب هادفة ومحصورة ببضعة أسماء. أيكون هناك دور بارز لهيئة المكتب برئاسة رئيسه أو تكون هيئة مقرّرين تشكّل من كلّ الأفرقاء»؟.