حملة أمنيّة تستهدف "القَتَلة" في البصرة

التحالف الدولي يسلّم "التاجي" إلى العراقيين

02 : 00

أمام الكاظمي تحدّيات سياسيّة وعسكريّة وأمنيّة كبيرة (أ ف ب)

تُرجمت أولى نتائج زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن واللقاء الذي عقده مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بانسحاب التحالف الدولي ضدّ "داعش" أمس من قاعدة "التاجي" في شمال بغداد وتسليم مواقعه إلى الجيش العراقي.

وإذ أوضحت قيادة العمليّات المشتركة أنّها ستتسلّم بقيّة المواقع من التحالف الدولي لاحقاً "وفق جدول زمني"، أشار المتحدّث باسمها اللواء تحسين الخفاجي في تصريح لوكالة الأنباء العراقيّة، إلى أن القاعدة "كانت تُستخدم لتدريب وتجهيز وتأهيل الكوادر العراقيّة من قبل القوّات الأستراليّة والنيوزيلنديّة والأميركيّة"، لافتاً إلى أن "الموقع سوف يُخصّص للقوّات الأمنيّة العراقيّة لاستخدامه".

في حين أكد التحالف الدولي في بيان أن "إعادة تموضع الأفراد العسكريين هي جزء من خطّة طويلة المدى تمّ التنسيق لها مع حكومة العراق". وأضاف أن معسكر التاجي كان يضمّ في السابق ما يصل إلى 2000 من أعضاء التحالف، كاشفاً أن معظمهم غادروا هذا الصيف. وتابع أن بقية قوّات التحالف ستُغادر خلال الأيّام المقبلة بعد الانتهاء من تسليم المعدّات للقوّات العراقيّة.

وذكر التحالف كذلك أن هذه "تُمثّل عمليّة التسليم الثامنة في العام 2020 للمواقع التي تخصّ التحالف ضمن القواعد العراقيّة"، في وقت استهدف انفجار مساء أمس رتلاً أميركيّاً منسحباً من قاعدة "التاجي". ونقلت وكالة الأنباء العراقيّة عن خليّة الإعلام الأمني أن عبوة ناسفة انفجرت في إحدى سيّارات رتل تابع للشركات المتعاقدة مع قوّات التحالف قرب مركز شرطة التاجي، ما أدّى إلى أضرار في إحدى سيّارات الشركة.

وفي الغضون، كشف وزير الداخليّة عثمان الغانمي توجّه قوّة عسكريّة لملاحقة القَتَلة في محافظة البصرة وفرض الأمن، وذلك بتوجيهات مباشرة من الكاظمي، في حين لا تزال التظاهرات الشعبيّة تعمّ المنطقة ضدّ الأحزاب والميليشيات التي تدور في فلك طهران، والمتّهمة من قبل الثوّار بتنفيذ عمليّات الإغتيال والتصفية بحقّ الناشطين السياسيين.

وأكد الغانمي خلال مشاركته في الجلسة الأمنيّة التي عُقِدَت برئاسة الكاظمي أن "هناك قوّة توجّهت لتنفيذ واجب اعتقال القتلة"، مضيفاً: "سنُلاحق المجرمين وسنُلقي القبض على "القتلة" خلال ساعات". ونفّذت قوّة أمنيّة كبيرة في الأيّام الماضية وبإشراف ومتابعة ميدانيّة من قبل قائد شرطة محافظة البصرة اللواء عباس ناجي آدم، أوامر القبض بحق مطلوبين للعدالة في كافة أنحاء المحافظة.

وكان الكاظمي قد تعهّد خلال زيارة إلى مدينة البصرة الجنوبيّة السبت، بمحاسبة المسؤولين عن عمليّات الاغتيال التي طالت ناشطين في البصرة ومدن عراقيّة أخرى في الآونة الأخيرة. وقدّم رئيس الوزراء العراقي تعازيه لعائلة الناشطة رهام يعقوب، التي اغتيلت وسط مدينة البصرة الأربعاء، وتعهّد لها بالقبض على من تسبّبوا بمقتلها. كما شجب الكاظمي خلال حديث لوسائل الإعلام عمليّات الاغتيال التي تعرّض لها عدد من الناشطين في البصرة، قائلاً: "دماؤكم ستكون قريباً عنواناً للعدالة".


MISS 3